الأول نيوز – أيمن سلامة
في أعماق التاريخ البشري تتكرر حكايات عن أفعال شنيعة لا تستحق إلا اللعنات، أفعال ترتكبها أيدي بشرية تنسى إنسانيتها، وتنغمس في وحل الخسة والوضاعة والغدر.
واحدة من أفظع هذه الأفعال هي ترويع المدنيين الأبرياء، تلك الأفعال التي تستهدف الفئات الأضعف في المجتمع- والتي تهدف إلى بث الرعب والخوف في القلوب- وإسقاط الشعوب على ركبتيها.
إن ترويع المدنيين ليس مجرد جريمة حرب، بل هو جريمة ضد الإنسانية جمعاء، إنه انتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ التي قامت عليها الحضارات، إنه تجسيد للشر المطلق الذي يختبئ في أعماق النفوس المريضة، فمن يرتكب مثل هذه الجرائم لا يمتلك ذرة من الشجاعة، ولا يتصف بأي من صفات الرجولة، بل هو جبان حقير يختبئ وراء القوة الغاشمة، ويستهدف الضعفاء ليظهر قوته الزائفة.
الوضاعة هي الأخرى سمة بارزة في شخصية من يرتكب مثل هذه الجرائم، فهي تدل على انعدام الكرامة والذوق، وعلى استعداد مرتكب الجريمة للقيام بأي عمل مهما كان دنيئًا لتحقيق أهدافه، فمن يروع المدنيين لا يملك أي احترام للحياة البشرية، ولا يرى في الضحايا إلا مجرد أرقام وإحصائيات، فهو كالحيوان المفترس الذي لا يفرق بين الصغير والكبير، ولا بين الرجل والمرأة.
أما الغدر فهو أخطر هذه الصفات، فهو يعني الخيانة وخرق العهود والمواثيق، وهو يدل على أن مرتكب الجريمة لا يملك أي وفاء ولا أمانة، فهو مستعد لخداع من حوله وقتلهم في أي لحظة، فهو كالثعبان السام الذي يلدغ من يثق به.
إن ترويع المدنيين هو جريمة تتطلب منا جميعًا الوقوف ضده، فمن واجبنا كبشر أن ندين هذه الأفعال الشنيعة، وأن نعمل على محاسبة مرتكبيها، وأن نحمي المدنيين الأبرياء من بطش المجرمين. علينا أن نزرع في نفوس أبنائنا قيم الإنسانية والتسامح والعدل، وأن نعلّمهم أن العنف ليس هو الحل، وأن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لحل الخلافات.
إن ترويع المدنيين هو جرح غائر في جسد الإنسانية، وهو نكسة كبيرة لكل من يؤمن بالسلام والعدل، ولكن علينا أن نثق في أن الخير سينتصر على الشر، وأن الضوء سيطرد الظلام، وأن الإنسانية ستنتصر في النهاية.
إن استخدام المتفجرات في الحرب يمكن أن يكون له عواقب مدمرة على المدنيين. إن موضوع الضحايا المدنيين والتأثيرات المروعة للمتفجرات أثناء الحرب هو موضوع حساس للغاية ويمكن أن يكون مؤلمًا عاطفيًا. ومن المهم التعامل مع هذا الموضوع بالتعاطف والاحترام للضحايا وأسرهم.
صفوة القول، تدلل العملية الوحشية التي قام بها الکیان الصهيوني العنصري ضد الشعب اللبناني والمدنيين على الطبيعة الوحشية والعدوانية لذلك الكيان، ومحاولته وراء توسيع نطاق الحرب في المنطقة.
إن العدوان الجبان للکیان الصهيوني يثبت مرة أخرى أن هذا الکیان الشرير، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.