بين منهجين: كولنز، وسميرة توفيق!!!

الأول نيوز – الدكتور محمود المساد
ماذا حصل؟ وما الذي يحصل؟ وإلى أين المسير؟
​ترتّب على منهج كولنز بين عامي 2018 – 2020 حَراك شعبيّ كاد يعصف بالمركز الوطني لتطوير المناهج لولا سرعة التدخل بتغيير قياداته بأخرى، تلك القيادات التي بادرت بسرعة بأخذ الإجراءات التي من شأنها تصويب الأمور ظاهريّا، وشكليّا مع شركة كولنز من جانب، ووضع خطة العمل التي من شأنها ضبط سير العمل بطرائق علمية مقنعة، والتوجه للمجتمع بشرح ما يتم من عمليات أولا بأول بكامل الشفافية، والمسؤولية من جانب آخر.
​وحين بدأ المركز يقترب من كسب ثقة المجتمع بسلامة الإجراءات، ووطنيّتها، وأن أهداف التطوير المعلنة ربما تتحقق كما خُطِّط لها، ظهرت لدى حفنة ممّن يحملون نوايا غير سليمة والتي كانت تعمل بالظل، أو في ساعات الليل الدامس، ما أثار معه احتكاكات بين الفريقين في المركز: الأول؛ الشرعي التربوي الذي تحمّل المسؤولية، ووثقت به الناس وهو يقف واجهة للمركز أمام المجتمع، والآخر؛ الذي يعمل لخدمة آخرين، ويحمل أجنداتهم التي تتضارب مع مصالح الوطن، وتطلعات المجتمع.
​وكانت المفاجأة أن ترتّب على هذا الاحتكاك إقصاء الجادّين المخلِصين، وتسليم من لا يعرف بالعمل قيادته، من أجل تحقيق أهداف هؤلاء الآخرين، وظهر ذلك بشكل فجّ يعمُر بالتحدي، ومن دون حاجة للتستر والحرج لإرضاء عشوائيتهم وتخبّطهم، ينضاف إليهما العنجهية، وضعف التجربة بفنيات العمل ودقته، وتلكم السوكات أوقعتهم بشرّ أعمالهم، وكشفت أجنداتهم أمام المجتمع الذي يخشى على مستقبل أبنائه وبناته. الأمر الذي عاد معه حَراك المجتمع، واستهجانه مما يجري في المناهج، والكتب المدرسية بما بات يُعرف بمنهج “سميرة توفيق”!!
​وهنا، ينبغي لنا أن نؤكد أن المشكلة ليست خاصّة بالفنّ، والفنانين الذين نجلّهم ونحترمهم، ونقدّر إسهاماتهم في الفنّ والثقافة، إنما المشكلة تكمن بالتضمينات المختلفة التي أدمِجت في محتوى المواد الدراسية المختلفة، في الصفوف الدراسية كافة، وبالاستخفاف في عرض القضايا التي من شأنها إرباك الجيل، وتغيير اهتماماته، وأولوياته، وتبديل نماذج قدوته، على طريق تفكيكه، وتعميته عمّا يفترض أن يكون في مصلحة الأبناء، ومصلحة المجتمع والوطن.
​أكرّر؛ ليست المسألة في تدريس الفنّ والموسيقى، بل في غياب أي بُعد تربوي، وثقافي، وربما وطني في عملية بناء المناهج التي فشلت حتى في تعريف مَن هو الأردني، وما أصل هُويّته، وجذوره!
يبدو أنهم اكتفوا بسميرة توفيق هُويّة لنا!
حماك الله يا وطني من كل ما يُبيّت لك في دهماء الليل!!

عن Alaa

شاهد أيضاً

للأسف..نعم سلطة خامسة!

الأول نيوز – الدكتور مالك صوان –   بعث الدكتور مالك صوان الناشط السياسي تعليقا …