الأول نيوز – قال وزير الزراعة/رئيس مجلس الأمن الغذائي، خالد الحنيفات، إنّ هدر الغذاء ليس قضية تنموية فحسب، بل “يشكل مأساة عالمية لها تأثيرات خطيرة على المناخ والبيئة، إذ يتسبب هذا الهدر بخسائر كبيرة للموارد الطبيعية، ويزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
وأضاف الحنيفات خلال رعايته الأحد فعالية بمناسبة “اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الغذاء” نظمها مجلس الأمن الغذائي أنّ “هناك نحو 800 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم رغم أن العالم يهدر مليار طن من الغذاء سنوياً”.
وأشار إلى أن “كل فرد في الأردن يهدر، حسب التقديرات، 101 كيلوغرام من الطعام سنويا، أي ما يعادل 1.136 مليون طن من الغذاء، وهي كمية تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 1.5 مليون شخص لمدة عام كامل”.
ونظم مجلس الأمن الغذائي فعالية تهدف إلى زيادة الوعي وتشجيع الحوار حول التحديات والحلول المتعلقة بهدر الغذاء في الأردن، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي.
وبين الحينفات أن مبادرة “لا لهدر الغذاء” التي أطلقها مجلس الأمن الغذائي بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة “الفاو”، جاءت كخطوة عملية لمواجهة هذه الظاهرة، وتقليل الفاقد من الغذاء من خلال رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز ممارسات الاستهلاك المستدام، وتحسين كفاءة سلاسل التوريد الغذائي.
وأشار إلى أن هناك تحديات تعيق التقدم في هذا المجال، من أبرزها نقص التوعية والتثقيف، وضعف البنية التحتية في توفير التخزين المناسب والتقنيات اللازمة للحفاظ على جودة الأغذية، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في المراحل الأولى من سلسلة الإنتاج.
من جهته، أكد ممثل “الفاو” في الأردن نبيل عساف، أن تقليل الفاقد والمهدر من الأغذية يقدم حلاً متعدد الفوائد، حيث يسهم بزيادة توفير الغذاء، ويخفف من حدة الجوع، ويقلل من الآثار السلبية على البيئة، داعياً إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية لتكون أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، لتحقيق مستقبل يتميز بإنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل.
وأضاف عساف، إن الأردن أحرز تقدما ملحوظا في تعزيز الأمن الغذائي ومعالجة قضية الفاقد والمهدر من الأغذية رغم التحديات المتعلقة بمحدودية الموارد والنمو السكاني، مشيرا إلى أهمية الإدارة الرشيدة للموارد وزيادة القدرة على التكيف مع التغير المناخي.
بدوره، قال مدير برامج الأغذية العالمي في الأردن ستيفانو سانتورو، إن البرنامج يعمل بالتعاون مع مجلس الأمن الغذائي على تنفيذ العديد من المبادرات لتشجيع التغيير السلوكي وتقليل هدر الغذاء على مستوى الأفراد والقطاعات، كما يعمل على تنظيم هاكاثون لدعم رواد الأعمال والباحثين والمبتكرين لتطوير حلول للحد من هدر الطعام، وإنشاء إطار تمكيني يدعم ويُمكّن المبادرات العاملة في مجال هدر الغذاء، ما يعزز من فعاليتها وكفاءتها واستدامتها.
وسلطت الفعالية الضوء على التقدم المحرز في المبادرات الوطنية التي تعالج هدر الغذاء وتعزز النظم الغذائية المستدامة، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الأردن 2021-2030.
واختتمت الفعالية بحلقة نقاش جمعت خبراء محليين ودوليين ومسؤولين حكوميين، ناقشوا خلالها أفضل الممارسات للحد من هدر الغذاء، والبناء على النجاحات الحالية وتعزيز النظم الغذائية في الأردن.