الأربعاء , أكتوبر 9 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

درس في الخلق الاردني الوعر

الأول نيوز – د. حسين سالم السرحان

تشهد هذه المرحلة بروز واضح تتجلى في الشخصية الأردنية جاء على ذكرها الوطني العروبي الكبير خالد الكركي
فمثله لا يحتاج لألقاب إذ كتب نصًا باذخًا في العام 2010 بذات العنوان وكيف كانت معركة الكرامة درسًا قال عنه إنه “الخلق الوعر” والخلق ، كما يقول شراح ديوان أبي تمام ، لا يمدح بأنه وعر إلا في مثل هذه المواقف الخالدة، وعند الوقوف على مقطع عرضي للمشهد الأردني تجد ؛

هنا وبكل معاني الاعتزاز والفخر كان الملك المهيب حازمًا جازمًا وقد اعتلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وكأنه على ربوة في جبال السلط او عجلون والكرك وبملامح لا تخلو من مسحة غضب متقدة جوانية خاطب جلالته الجمع عن الحقوق والواجبات وحدد بوضوح السؤال الضروري الذي على قادة العالم ان يسألوه لأنفسهم ” إذا لم نكن أمما متحدة متساوون في الحقوق والكرامة والقيمة، وان جميع الدول متساوية أمام القانون، فما هو العالم الذي نختاره لأنفسنا؟” فالاستمرار في غياب المسائلة تصبح معه هذه الفظائع أمرًا معتادًا يهدد بمستقبل يسمح فيه بالظلم والعدوان وارتكاب الجرائم في أي مكان!!

واللقطة الثانية جاءت عندما أقتحم رئيس دبلوماسية المملكة ووزير خارجيتها ببسالة في لحظة لا تخلو من عنصر المفاجأة منصة تحدث من خلالها جمع من الدبلوماسيين والسياسيين ممثلين دولهم حول ما يجري اليوم ووضع كثيرا من النقاط فوق الحروف دون مواربة أو زيغ فحدد مكامن الضعف في عملية السلام ورغبة الآخر بالمزيد من إجهاضها وزرع الفوضى بل الدمار في المنطقة محددا المسؤولين عن كل ذلك

ملامح أيمن الصفدي ولغة جسده تنقلان المراقب لحجم الضيق والاحتقان في صدره، وكان أردنيًا صرفًا يقول ما يريد بكل شجاعة ووضوح رغم أن الجمع والمكان تحكمه تقاليد وبروتوكولات لعل ممثل الأردن بجدارة واستحقاق لم يأبه بها أو يلتفت نحوها ولم يستساغ عنده سماع تبريرات الآخر الممجوجة ومبرراته الواهية، فتحية لك أيها الوزير الشجاع

وضمن مشهد حقيقي لشخصية الأردني الوعر عندما يتطلب الموقف ذلك فقد شاهدنا بكل الزهو والعز رئيس أركان جيشنا العربي يرتدي بزته القتالية ويعود صقرًا حرًا لا يرضى إلا الفضاء له مجالًا ليقوم بجولة في طائرة حربية مهيبة ليحيي العسكر والقادة على الحدود

فأي رئيس أركان لقوات مسلحة تجاوز عمره منتصف الستين يجازف بسلامته ويمتطي صهوة طائرة حربية تحتاج قدرات جسدية خاصة لولا أن الجنرال يوسف الحنيطي من نسل رجالا عند الضرورة تصبح اخلاقهم وعره وغضبهم حادا شافيا عند الدفاع عن الوطن

مرت هذه الايام وقد جعلتني أعيش زمانا ضننته ولى مع ذهاب اصحاب الخلق الوعر من الاجيال التي تولت المسؤوليات الوطنية بكل بسالة وصلافة وقوة بأس وشكيمة لكن قيادتنا الرشيدة ونماذج الوزير أيمن الصفدي والجنرال يوسف الحنيطي جعلونا نؤمن أن وطنًا يقوده عبدالله سيرعاه ويحميه الله ولا خوف عليه من قريب أو بعد !!

ما أجمل مشاعر الفخر بالرجال في وطني
حمى الله الأردن عزيزا منيعا

عن Alaa

شاهد أيضاً

لبنان بين فخ التجويع والحصار وتكرار غزة  تاليا 

   د. هايل عبيدات –   الأول نيوز – بداية من لا يملك غذاءه لا …