الأول نيوز – أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم الاثنين بأن نحو 100 ألف شخص قد نزحوا من لبنان باتجاه سوريا هرباً من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان. وأوضح غراندي عبر منصة “إكس” أن تدفق النازحين اللبنانيين والسوريين ما زال مستمراً نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة.
وأكدت إدارة الهجرة والجوازات التابعة للنظام السوري أن عدد الوافدين اللبنانيين منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على لبنان حتى يوم أمس الأحد بلغ 22,215 شخصاً. كما أشارت إلى أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم هرباً من الغارات وصل إلى حوالي 65,000 شخص.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي دخل يومه الثامن، يستمر توافد السوريين واللبنانيين على المعابر الحدودية بين البلدين. وأوضح مصدر خاص في تصريح سابق أن الأعداد تتزايد بصورة متسارعة في معبر جديدة يابوس الحدودي، وهو المعبر الأساسي لمعظم السوريين الذين يهربون من لبنان باتجاه بلادهم. وذكر المصدر أن هناك أعداداً كبيرة من اللبنانيين دخلت إلى سوريا عبر معابر ريف حمص، بما في ذلك معابر غير نظامية نحو منطقة القصير.
النزوح في لبنان
أما على الجانب اللبناني، فقد تسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق جنوب البلاد في نزوح جماعي للسكان باتجاه مناطق داخلية أكثر أمناً، مع توجه البعض إلى سوريا. وقد أعلنت السلطات اللبنانية أن أكثر من 150 ألف شخص قد نزحوا داخلياً خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المناطق المدنية والبنى التحتية.
كما تواجه المناطق الحدودية الجنوبية أوضاعاً إنسانية متفاقمة مع قصف متواصل يستهدف القرى والمزارع، مما أدى إلى تدمير واسع للبنى التحتية الحيوية وقطع العديد من الطرق الرئيسية. وفي ظل هذه الظروف، لجأت العديد من العائلات إلى المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس، بينما اختارت أخرى الهروب نحو سوريا، خاصة أولئك الذين لديهم روابط عائلية أو تجارية في المناطق السورية القريبة.
الدعم الدولي والاستجابة الإنسانية
من جهتها، تعمل منظمات الإغاثة الدولية والمحلية على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين، سواء داخل لبنان أو لأولئك الذين عبروا الحدود إلى سوريا. وتقوم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلدين، بتقديم المساعدة من خلال توفير المأوى والرعاية الصحية والدعم الغذائي للنازحين.
في ظل هذه الأوضاع، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، وسط مخاوف من تصعيد عسكري أكبر قد يؤدي إلى مزيد من موجات النزوح، سواء داخلياً أو عبر الحدود باتجاه سوريا.