أسامة الرنتيسي –
الأَولُ نيوز – هناك متخصصون في نبش بطن الشبكة العنكبوتية لاستخراج فيديوهات قديمة مثيرة، قد يكون أصحابها تغيّرت آراؤهم ومواقفهم، فيتحاسبون على الإرث الماضي بقسوة وبشاعة.
وصلني تصريح لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان عندما كان نائبا لرئيس الوزراء قبل أكثر من 10 سنوات، يقول فيه “العبء الضريبي على المواطن الأردني أقل من دول شرق أوسطية”.
طبعا؛ هذا تصريح مثير، دفع أحد الأصدقاء الصناعيين للتعليق عليه بقوله “31 % من كل دينار يصرفه المواطن الأردني يذهب لجيب الحكومة، ويقول دولته إحنا أقل الناس الذين يدفعون ضرائب في دول الجوار..” وعلق ساخرا كعادته “يا كشيلها صفية أول الرقص حنجلة..”.
مراقبون للشأن المالي في الأردن يقدرون عدد الضرائب والرسوم المفروضة على المواطنين الأردنيين، بنحو 100 ضريبة بأشكال مختلفة، في حين تشكل الإيرادات الضريبية أكثر من 80 من مئة من إيرادات الموازنة.
وأكثر ما يرهق الأردنيين هو الضرائب المفروضة على مواد الوقود، والمركبات والكهرباء، والسلع الغذائية الأساسية، والاتصالات.
الحكومة منذ سنوات طوال تفرض ضريبة مبيعات مقدارها 16 من مئة على السلع الغذائية التي تشكل نحو 40 من مئة من نفقات المواطن الأردني، بحيث يدفع على سبيل المثال زياد المناصير أو ميشيل الصايغ ضريبة 16 % على كل سلعة مثلما يدفع ذلك صاحبنا المتقاعد أحمد مفلح من ماحص.
في الأيام الماضية، بعد تعيين الزميل عمر العياصرة عضوا في مجلس الأعيان، نبش مختصون في النبش، واضح أنهم كارهون للعياصرة جدا، الإنترنت وأخرجوا فيديوهات للعياصرة عندما كان ناشطا في الحراك الشعبي 2011. وروجوها كثيرا، حتى يكسرون صورة العياصرة عند أصحاب القرار.
طبعا؛ أصحاب القرار أعلم بهذه الفيديوهات من النابشين، ولو كانت هذه الفيديوهات حافرة كثيرا في عقل الدولة الأردنية لما استعانت بخبرة العياصرة السياسية، ودفاعه عن مواقف الدولة، ورؤيته للمرحلة المقبلة، جاحد كثيرا من ينكر إمكانات العياصرة وقدرته على تدوير الزوايا لمصلحة الدولة الأردنية وسياساتها.
من ينبشون الإنترنت ليسوا أشخاصا هواة، بل هم أشخاص متخصصون، وجيوش من الذباب الإلكتروني الذين تعودوا أن يكونوا حاضرين في كل مفصل وعند الطلب.
الدايم الله…