الأول نيوز – أيمن سلامة
تُثير عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة تداعيات كبيرة في الشرق الأوسط، خاصة وأن سياساته السابقة قد أثرت بشكل كبير على قضايا مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقات مع إيران، والتحالفات الإقليمية، والعلاقات مع دول الخليج.
اتَسمت سياسات ترامب في فترته الأولى اتسمت بموقف صارم تجاه إيران، خلافا لسلفه بايدن ،حيث انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران، مما أدى إلى توترات كبيرة في المنطقة؛ لذلك من المتوقع أنه في حال عودته إلى الرئاسة، سيستمر في نفس النهج الصارم مع إيران، وقد يدفع ذلك نحو زيادة العزلة الاقتصادية لإيران أو حتى تعزيز التهديدات العسكرية، مما يمكن أن يزيد من حدة التوترات الإقليمية، ويؤثر على الدول التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية مع إيران، مثل العراق ولبنان وسوريا.
اتَسمت فترة ترامب الأولى بتأييد قوي لإسرائيل المحتلة ، حيث اعترف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إليها، في تطور دراماتيكي ، لم يسبقه في هذه الخطوة رئيس أمريكي ،كما دعم خططًا تسعى لتغيير الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وبالطبع سيستمر ترامب بدعم إسرائيل المحتلة بقوة، وربما يعزز الجهود للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل المحتلة دون تقديم تنازلات للفلسطينيين المكروبين بالحليف الأول للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط -إسرائيل – قد يؤدي هذا إلى مزيد من التوترات الفلسطينية والعربية حول مستقبل القضية الفلسطينية .
خلال فترة رئاسته، أقام ترامب علاقات وثيقة مع دول الخليج، وذلك عبر صفقات تسليح ضخمة وتعاون اقتصادي وعسكري واقتصادي في حال عودته للرئاسة، قد يستمر في تعزيز هذه العلاقات مع التركيز على محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة وتعزيز الاقتصاد من خلال صفقات الأسلحة والتعاون في مجالات الطاقة، لكن هذا قد يواجه تحديات بالنظر إلى الديناميكيات الجديدة التي نشأت منذ رحيله، مثل تحسين العلاقات السعودية الإيرانية.
أحد سمات سياسة ترامب السابقة كانت السعي إلى تقليص التدخل الأمريكي المباشر في المنطقة، مع استبدال ذلك بدعم حلفائه ليتولوا مسؤولية مواجهة الأزمات الإقليمية بأنفسهم. وقد يعني هذا استمرار تقليص الوجود العسكري الأمريكي في مناطق النزاع، مثل العراق وسوريا، مع التركيز على شراكات استراتيجية ودعم حلفاء محليين. لكن، في حال ظهور تهديدات أمنية جديدة، قد يميل ترامب إلى استجابة عسكرية قوية وسريعة.
خلال فترة ترامب، شهدت المنطقة توقيع “اتفاقيات إبراهيم” التي دفعت دولاً عربية، مثل الإمارات والبحرين، إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل المحتلة ، ومن المرجح أن يسعى ترامب لمواصلة هذه السياسة، ودفع مزيد من الدول العربية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل المحتلة ، و قد يشكل ذلك تعزيزًا للتحالفات الإقليمية المناهضة لإيران
أما بخصوص النفط و الطاقة ، فقد أبدى ترامب في السابق اهتمامًا كبيرًا بتأمين مصادر الطاقة والحفاظ على أسعار نفط معقولة لدعم الاقتصاد الأمريكي. في حال عودته، قد يسعى إلى تعزيز التعاون مع دول الخليج لضمان تدفق النفط وتجنب أي اضطرابات في الأسواق. من ناحية أخرى، قد تؤدي سياسات الضغط على إيران إلى تهديد استقرار مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله جزء كبير من إمدادات النفط العالمية.
ختاما ، إن عودة ترامب للرئاسة قد تعني تصاعد التوترات الإقليمية في بعض المجالات، خاصة مع إيران، واستمرار الدعم القوي لإسرائيل المحتلة ، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، ولكن مع تركيز أقل على التدخل المباشر.
ومع ذلك، فإن تلك السياسات قد تحمل معها احتمالات الاستقرار أو الاضطراب بناءً على كيفية تفاعل الأطراف الإقليمية معها، وخاصة إذا استمرت الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية بين دول الشرق الأوسط لتحقيق توازن جديد في ظل التطورات المستمرة في المنطقة.