مقالات مشابهة
محمد قاسم عابورة – الأول نيوز –
في منجم الحياة، وبين أروقة طفرة التواصل الاجتماعي الرقمي، نجد أنفسنا أحيانًا نخوض مغامرة البحث عن كنوز صداقات قديمة وأصيلة. تلك اللحظات التي تجمعنا بأصدقاء غابوا طويلًا عن الأفق، لكنها تعود لتضيء حياتنا كأشعة شمس دافئة تلامس القلب.
من بين هذه اللحظات النادرة، تشرفت بلقاء صديقي العزيز عضو رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور نواف نصار بعد سنوات طويلة من الغياب. كان اللقاء هذه المرة من خلال التنقيب في ملفات العالم الافتراضي، عبر منصة “فيسبوك”، ولكنه حمل معه عبق الذكريات وكأنه كبسولة زمنية تعيدك إلى الماضي بكل تفاصيله.
بدأت أستكشف صفحته الإلكترونية ، أبحث عن جديده وأغوص في عالمه الفكري. بحق، أذهلني الإنجاز الذي حققه؛ فقد امتد عطاؤه الأدبي والفكري ليشمل 29 كتابًا تناولت الأدب، والشعر، والتاريخ. ما بين قصائد تأسر الروح وتغوص في أعماق المشاعر الإنسانية، وأبحاث تاريخية تحمل بصمته الفريدة ، كان إنتاجه مزيجًا من الإبداع والالتزام الذي لا يلين.
صديقي العزيز
أهنئك من كل قلبي على إصدار كتابك الجديد (موجز تاريخ الاتحاد السوفييتي. ) ، كل إصدار جديد لك يشكل إضافة نوعية، ليس فقط للمكتبة العربية، بل للوعي الثقافي والإنساني. في زمن تضاءلت فيه الثقافة الحقيقية، تأتي أعمالك لتعيد إشعال شغف المعرفة وتلهمنا لإعادة التفكير في أنفسنا والعالم من حولنا.
نأمل أن يظل قلمك مشعلاً لا ينطفئ، ينير طريق الأجيال القادمة، ويسهم في بناء جسور من الفكر والوعي. فإسهاماتك ليست مجرد كتب، بل مشاعل تضئ زوايا مظلمة في عالم تكثر فيه الضوضاء ويقل فيه العمق.
لقد أعاد هذا اللقاء معك ذكريات الصداقة التي جمعتنا في الماضي، حين كنا نتشارك صقيع اربعينية الشتاء في ساحة مدرسة الرصيفة الثانوية ،و نتبادل الأفكار والطموحات على صفحات الزمن، ونحلم بمستقبل مشرق. تلك الذكريات ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي جذور عميقة تربطنا بمعاني الصداقة الحقيقية التي تظل صامدة رغم تقلبات الحياة وبعد المسافات.
وها أنت اليوم، يا صديقي، تجسد تلك الأحلام على أرض الواقع بإنجازاتك الفكرية والأدبية التي نفخر بها جميعًا. إنني أستشعر اعتزازًا كبيرًا ليس فقط بكونك صديقًا قديمًا، بل أيضًا بما قدمته من إسهامات ادبية وفكرية وتاريخية ، فكل حرف تكتبته، هو نافذة نطل منها بفضلك على عوالم أرحب ، وستبقى ذكرياتنا وذاكرتنا الحية دوما حافزًا للمزيد من النجاح والعطاء .
