ترامب: “لا تسألوني عن الدولة الفلسطينية في السنة الأولى”…

الأول نيوز – محمد قاسم عابورة

 

في تصريح مثير للجدل والإستهجان، طالب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعدم مراجعة إدارته بشأن الدولة الفلسطينية خلال العام الأول من توليه السلطة ،  تخيل زعيما منتخب حديثًا، ورث للتو الشفرات النووية وسيتمكن من الوصول إلى صالة البولينج في البيت الأبيض، وتوقع كيف  سيتعامل مع الدبلوماسية الدولية ليطلب من العالم الامتناع عن مضايقته بشأن الدولة الفلسطينية خلال ال 365 يوما الأولى لإدارته ،  طلب مثير للدهشة والسخرية في آنٍ واحد، وكأن زعيم العالم الحر يقول: “لا تزعجوني، لدي أمور أكثر أهمية… مثل التغريد ولعب الجولف!”

في شهر كانون الثاني  2017  ،  أطل علينا ترامب ، بشعره الأصفر اللامع كالذهب المزيف ، يخطو إلى البيت الأبيض ليكتشف أن الرئاسة ليست مجرد استعراض تلفزيوني ،  فجأة، يجد نفسه محاصرًا بمصطلحات مثل  ألصراع العربي الصهيوني ، “عملية السلام” و”الدولة الفلسطينية” ،  بالتأكيد ليست هذه المواضيع على قائمة أولويات رجل يتعامل مع الصراع في حلبات المصارعة الحرة ، و مع السياسة الخارجية بمهارة تاجر عقارات يتقن حل نزاع حول إيجار عمارة أو موقف سيارات.

بالطبع، تعامل ترامب مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقته الخاصة ،  خلت من اسس السياسة و الدبلوماسية، وافتقرت الى مهارة اللعب كوسيط سلام،   الرجل ببساطة اختصر عقودًا من الصراع المعقد   ، وفي لحظة تاريخية – نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معلنًا إياها عاصمة لإسرائيل، وببساطة وهدوء كأنه يكتب رسالة أو قرار اداري “لمن يهمه الأمر.”

أما “صفقة القرن”، فكانت أشبه بمنتج تجاري يُسوَّق على قناة تسوق منزلية ، موجه  لبعض الشرائح الإعلامية والسياسية المختارة  بعناية، منتج يحمل اسم جذاب، وعلى ملحق يوضح طريقة الإستعمال وتاريخ إنتاج  ويحتاج إلى سنوات من التفاوض حتى يمكن للعلامة التجارية  ماركة صفقة ترامب أن تُغلف لتصبح منتج العصر .

 

ولكن الحقيقة يجب ان تقال  ،  فربما لم يكن من العدل التوقع بأن يتعامل ترامب مع قضية بهذا التعقيد في عامه الأول ، الرجل كان مشغولًا بتأسيس نفسه كـ”تاجر سلام” في عالم تغريدات السياسة ، حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟؟؟ هذا عمل يحتاج إلى صبر. وترامب، إن كان لديه شيء واحد، فهو افتقاره للصبر ، الرجل بحاجة إلى وقت لـ”فهم ما يعنيه أن تكون رئيسًا”  ،  ولديه  جدول أعمال حافل ،   بدأ من  أمن اسرائيل ، والعلاقات مع روسيا ، والملف الإنووي الإيراني ، والحرب الأكرانية ومواجه الخطر الصيني ،  فإنه من الطبيعي أن يُسقط الملف الفلسطيني ، والحرب على غزة   إلى قاع القائمة.

 

 

يدافع ترامب عن بطء  إدارته في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقوله  : “العام الأول يتعلق بإعداد المسرح ،  لأن الدبلوماسية تستغرق وقتًا، وخاصة عند التعامل مع قضايا متجذرة بعمق مثل هذه القضية “. وأكد أن أي حكم سابق لأوانه من شأنه أن يتجاهل الأساس المطلوب لتحقيق تقدم ذي مغزى  !!!! وخلاصة  القول اننا إذا تعلمنا شيئًا من ترامب، فهو أن السياسة ليست سوى عرض مسرحي طويل ،  وبينما ينتظر الشرق الأوسط حله المنشود والغير عادل ، فإن الرجل منشغل في ترسيخ مكانته كـ”نجم” على مسرح السياسة الدولية،.. رجاءً، لا تزعجوه ،  لأن سيل الدماء في غزة وفي فلسطين يمكن أن ينتظر، أما لعب الجولف فلا!

ونحن من جهتنا نعاهدك ان لا نزعج أو نفسد عامك الأول بذكر اسم فلسطين على مسامعك  ، وفي السنة القادمة سنجدد لك العهد بعدم الإزعاج حيث سنكون مشغولين بممارسة هواية الإستغراق في النوم  ، وإذا استيقظنا من سباتنا سنمارس سياسة النسيان  .. وعلى قولة الأستاذ أسامة الرنتيسي … الدايم الله ..

 

عن Alaa

شاهد أيضاً

ثورة العرب وجيشهم !!

محمد داودية – الأول نيوز – هذا هو الأردن وطن الثورة العربية الكبرى؛ التي تحل …