الاول نيوز – مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، افتتح وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة اليوم الأحد، المؤتمر العربي السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، والذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، على مدى خمسة أيام من 15 – 19 كانون أول الجاري 2024 في البحر الميت.
وقال الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية في كلمة له خلال الافتتاح، الذي حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد أبو الغيط، وجمع كبير من العلماء ورواد وخبراء الطاقة الذرية في العالم العربي، إن المؤتمر العربي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية يشكل حدثاً بارزاً يجتمع فيه الباحثون والعلماء والخبراء من مختلف الدول العربية، لعرض إنجازاتهم العلمية ونتاجاتها البحثية ومناقشة الفرص والتحديات وتبادل الخبرات وصولاً الى تعزيز الابتكار.
وقدم طوقان، عرضاً موجزاً عن أهم الإنجازات في تقدم سير العمل في برنامج الطاقة النووية الأردني، مشيراً الى أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يأتي في طليعة هذه الإنجازات، والذي يلعب دوراً محورياً في جهودنا لتوطين التكنولوجيا النووية في الأردن؛ وبتسليط الضوء على مساهمة المفاعل في إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في المجالات الطبية والصناعية فقد استمر المفاعل بإنتاج وتزويد كافة مراكز الطب النووي الوطنية بنظير اليود– 131 المشع المستخدم في تشخيص وعلاج سرطان الغدة الدرقية، ضمن المواصفات المعتمدة دولياً مما جعله مركزاً اساسياً للطلب من قبل تلك المراكز.
وعن مشروع مفاعلات الطاقة النووية، قال الدكتور طوقان، إنه يجري حالياً تنفيذ التقييم الفني ودراسة الجدوى الإقتصادية لعدد من تصاميم المفاعلات الصغيرة المدمجة(SMRs) ، ويتم عمل دراسة جدوى تفصيلية لاستخدام الطاقة النووية في تحلية وضخ المياه في الأردن بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية وخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما بالنسبة لمشروع استخلاص اليورانيوم في منطقة وسط الأردن والذي تقدر كمياته بحوالي 41 ألف طن من الكعكة الصفراء، فتجري حالياً دراسة تفصيلية للجدوى الإقتصادية والتصميم الهندسي التفصيلي لمصنع اليورانيوم التجاري.
وأشار، الى استمرار المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (SESAME) في تشغيل خطوط الأشعة الخمسة.
ولغاية الان تمكن مستخدمو SESAME من إجراء (367) مشروع بحثي مخبري نتج عنها(127) منشور علمي دولي في مجلات علمية عالمية مرموقة. هذا ويجري حاليا تركيب الخط السادس وهو خط الاشعة السينية الناعمة (TXPES) ومن المتوقع دخوله في الخدمة في منتصف العام القادم 2025.
من جهته،قال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط ،ان التقديرات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج إلى زيادة القدرة الكهربائية بنسبة 70% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد.. والأكيد أن الطاقة النووية تمثل خياراً وحلاً سحرياً لتلبية مثل هذه الاحتياجات، حيث يمكن لمحطة نووية واحدة أن توفر الطاقة لأعداد لا حصر لها من المنازل، وبتكلفة اقتصادية وأثر بيئي منخفض.
وجدد أبو الغيط، التأكيد على أن الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حق أصيل غير قابل للتصرف لكافة الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفقاً للمادة الرابعة منها.. ونشدد على رفض أية محاولات للتضييق على هذا الحق أو فرض أية قيود أو شروط عليه تحت أي ذريعة أو مبرر.
واختتم ابو الغيط كلمته بالقول: أنني على يقين من أن ما سيسفر عن المؤتمر من نتائج ستكون على درجة كبيرة من الأهمية، وأن المؤتمر سيضع آليات عمل تضمن وضع توصياته موضع التنفيذ حتى نحقق ما نصبو إليه جميعاً من تقدم ونمو لأمتنا العربية.
من جانبه، أشاد مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، الدكتور سالم حامدي، بالبرنامج النووي الأردني، قائلاً إن هذا البرنامج واكبناه صغيراً وقسماً للطاقة النووية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، واتسعت دائرة الحلم الأردني إلى برنامج يتميّز بحسن التخطيط والتدرج في التنفيذ وها هو الآن برنامج رائد في المنطقة العربية.
وقال الدكتور حامدي إن المملكة الاردنية الهاشمية وفي إطار الحرص على تعزيز ودفع العمل العربي المشترك في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية قدمت مبادرة تستحق الذكر والاهتمام لِما لها من أهمية استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد، هذه المبادرة تدعو الهيئة العربية للطاقة الذرية إلى إنشاء برنامج عربي بحثي وتطبيقي لطاقة الإندماج النووي، وحرصاً من الإدارة العامة للهيئة فإنها ستعرض الموضوع على المجلس التنفيذي الذي سيعقد عقب انتهاء مؤتمرنا هذا لإقرار تشكيل لجنة من خبراء الدول العربية المختصين في طاقة الإندماج النووي تجتمع مفتتح السنة القادمة لصياغة مشروع البرنامج وتحديد أهدافه ومراحله وأساليبه وآليات تنفيذه والميزانيات المطلوبة تمهيداً لعرضه على القمة العربية القادمة لإقراره.
ويشارك في المؤتمر في دورته السادسة عشر حوالي 150 عالمًا وباحثاً من الدول العربية لعرض نتائج أبحاثهم العلمية التي تغطي موضوعات: موارد المياه، الأمن الغذائي، الصحة، البيئة، الصناعة والتعدين، العلوم النووية الأساسية، الأمان والأمن والضمانات النووية، المفاعلات النووية، المسارعات، وعلوم المواد. كما يشارك متحدثون رئيسيون –وهم علماء متميزون من مؤسسات دولية ومراكز علمية وبحثية مرموقة– في المؤتمر، حيث سيتناولون مواضيع محورية من تقنيات المفاعلات المتقدمة الى التطبيقات النووية المتطورة في إدارة الصحة والبيئة، ومساهمة الابتكارات النووية في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة ومن ضمنها الإندماج النووي. وستتيح هذه الجلسات الفرصة لاكتساب المعرفة من هؤلاء الخبراء المتميزين، وتمهيد الطريق لمناقشات فعّالة طوال الايام القليلة المقبلة.