“ذوقوا ما ذقناه قبلكم”

الدكتور مالك صوان – الأول نيوز –

 

كتب الدكتور مالك صوان تعليقا عميقا وموسعا على مقالة العين محمد داودية في الدستور الاثنين “أهوالهم وأهوالنا”..والتي وثق فيها داودية ما تعرضت له الشعوب الاوروبية من مذابح وأهوال في فترة الحرب العالمية الثانية..

في ما يلي نص تعليق الدكتور صوان…

 

نعم معالي الأخ الكبير أبا عمر، هي كذلك، فالجرائم التي ارتكبها الغرب بحق الإنسان والإنسانية لا تعد ولا تحصى، وكل هذا موثَّق ومُثبت ضمن أفلام وثائقية مروعة عن تلك الجرائم ولعل الفيلم الوثائقي “العاصفة الجهنمية” من أفظعها وأكثرها فضحًا للغرب وجرائمه؛ الذي يُظهر ويوثّق جرائم الإبادة والتدمير والتنكيل بحق الشعب الألماني في الحرب العالمية الثانية، ومثل هذا الفيلم العشرات من الأفلام الموثقة التي تدل على الهمجية والوحشية والدموية ضد الإنسان والإنسانية.

بالتزامن مع ذلك الوقت وقبله بثلاثة عشر قرنًا، دعا الإسلام إلى السلم والسلام، واحترام الإنسان وحقوقه وصون كرامته، والإحسان للطفل والشيخ والمرأة والضعيف، والمعاملة الحسنة للمصاب والأسير، حيث كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا بعث جيوشه قال:

( اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع) رواه أحمد .

هذه الدول التي تسمى عظمى، لم تُنشىء المنظمات الحقوقية للإنسان من فراغ، فما شهدته من ويلات هذه الحروب، دعاها لإصدار مواثيق دنيوية، تمثلت بمنظمات حقوق الإنسان بكافة أشكالها، لجعلها تلتزم بما أَمرت به الشرائع السماوية، ومع ذلك لم يحترموها ولم يطبقوا شيئًا منها، إلا بما يتناسب ومصالحهم الناقمة الحاقدة على تلك الظروف التي حاقت بهم.

وربما كان صمتهم عما يحدث في فلسطين وغزة بالذات وغيرها من بلاد العرب والعالم، إلا دليلًا على مدى حقدهم وكرههم وشرهم تجاه العالم الآخر، الذي لم يقيهم أو يمنع عنهم تلك الحروب وأهوالها، وكأن لسان حالهم يقول:

“ذوقوا ما ذقناه قبلكم”

وإنني لا أجد تفسيرًا لهذا الصمت وهذا الخذلان العالمي عن مجازر الحروب الحالية وخاصةً في غزة، إلا الجملة أعلاه.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …