أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ومات مصطفى علام بعيدا عن أم الدنيا، وعلام صحافي مصري من الزمن الجميل، أغرته وسامته وعذوبة لسانه أن يترك أم الدنيا في رحلة طويلة استقرت به الأحوال ليدفن في الفلبين.
وعلام؛ صحافي محترف حاصل على الجنسية البريطانية، اشتغل في مؤسسات صحافية دولية وعربية.
تزاملنا لمدة عام واحد في صحيفة “أوان” الكويتية، حيث حضر في عام 2007 من لندن بعد اتصال من مدير التحرير وقتها الصحافي العراقي المرحوم عدنان حسين، فحضر إلى الكويت ليكون محررا محترفا في قسم العربي والدولي.
علام؛ من الذين خففوا عنا ألم الغربة وقسوتها، فهو صاحب حضور طاغ، وصاحب طرفة ونكتة انتزعهما من جين المصريين، لكنه غدر بنا ولم يحتمل البقاء بعيدا عن لندن أكثر من عام فترك “أوان” وهاجر من جديد.
مصطفى علام مزواج من الطراز النادر، فزوجته الأولى الشقيقة الصغرى للفنانة سعاد حسني والمطربة الكبيرة نجاة الصغيرة، تركها وهاجر إلى لندن ليتعرف إلى زوجته وأم عياله الفلبينية وعاش معها سنوات بين الجذب والشد، تركها وتزوج بريطانية لفترة محدودة، لتستقر به الحال مع زوجته الرابعة العراقية التي حضرت معه إلى الكويت.
أجمل السهرات في الكويت والقاهرة رتبها لنا علام، فهو سيد الجلسات وفاكهتها، كنا نحتمي بخفة دمه من سهر الليالي في الصحيفة فنعود اليه مساء وكان قد رتب الجلسة وما تتطلبه من محرشات ومازات.
في القاهرة، له صديق جميل وبديع هو المحامي مصطفى السعدني أطال الله عمره، كان يلجأ إليه كلما عاد إلى القاهرة، وعلام من غير العاشقين للنيل وأجواء السهر في القاهرة، لكن نوعية الأصحاب كانت تخفف عنه الأجواء القاسية.
بالمصادفة؛ بلغتني الزميلة السورية الجميلة أميرة القصير أن علام فارق الدنيا غريبا في الفلبين، بعد أن ضاقت عليه الدنيا في الفترة الأخيرة، فعادت بي السنين إلى الليالي الجميلة والمساءات الأجمل التي عشناها معا في قاعة التحرير في صحيفة “أوان” بقيادة المايسترو الدكتور محمد الرميحي الذي أشرف على صحيفة “صوت الكويت” التي صدرت في لندن في أثناء الغزو العراقي وعمل فيها علام محررا فترة قصيرة.
مصطفى علام، عليك الرحمة وعلينا أيضا، وما بدلت تبديلا…
الدايم الله….