الأول نيوز – توفي شيخ الأسرى الفلسطينيين اللواء فؤاد الشوبكي بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد عام ونيّف على إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية التي قصى في غياهبها 21 عاما.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية وفاة الشوبكي، الذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينيّ، وقضيته.
وأمضى الشوبكي 17 عاما في سجون إسرائيل، وأطلق سراحه في آذار/ مارس عام 2023، وكان أكبر الأسرى الفلسطينيين سنًّا، غير أنه قال في مقابلة أُجريت معه عقب إطلاق سراحه، إنه قضى في الأسر 21 عاما.
وعام 2006، أصدرت محكمة إسرائيلية حكمًا بالسجن لمدة 20 عاما بحق الشوبكي، بتهمة المشاركة في قضية سفينة الأسلحة “كارين A” التي اتهمته إسرائيل بتمويلها وتم اعتراضها آنذاك، قبل أن يتم تخفيض مدة الحكم لاحقا إلى 17 عاما.
وفي 3 كانون الثاني/ يناير 2002، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها عملية “سفينة نوح” بهدف إيقاف والسيطرة على سفينة (كارين A) في البحر الأحمر، ادعت إسرائيل أن السفينة تحمل بضائع عسكرية من إيران للفلسطينيين، واتهمت الشوبكي الذي كان يشغل منصل مدير المالية العسكرية في السلطة الفلسطينية آنذاك، بالمسؤولية المباشرة، وعدّته العقل المدبر في تمويل وتهريب سفينة الأسلحة، فيما نفي الشوبكي مسؤوليته عن تمويل السفنية.
واعتقلت إسرائيل الشوبكي في 14 آذار/ مارس 2006، خلال عملية عسكرية نفذتها في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، حاصرت خلالها السجن المركزي فيها.
وكان الشوبكي معتقلا في سجن أريحا تحت حراسة أمنية بريطانية أميركية فلسطينية مشتركة عقب ضغوطات دولية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية آنذاك لتسليمه بعد عملية “السور الواقي” التي نفذتها إسرائيل في مارس 2002 وفرضت في وقت لاحق حصارًا على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
وولد فؤاد الشوبكي، عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، وكان أحد أبرز المقربين من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عام 1940 في حي التفاح بمدينة غزة.
وتلقى الشوبكي تعليمه في مدارس قطاع غزة قبل أن تبدأ قوات الجيش الإسرائيلي بملاحقته واعتقاله مرات عديدة على خلفية نشاطه السياسي والعسكري، وكان مسؤولا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وشكل الشوبكي رمزا وطنيا ونضاليا داخل الأسر، ولقب بـ”شيخ الأسرى” نظرا لكبر سنه، وصموده داخل سجون إسرائيل، حيث عانى من الأمراض المزمنة، نتيجة سنوات الاعتقال وظروف السجن القاسية.