في الأعياد المجيدة.. ماذا يقول بابا نويل لطفل البراءة؟

الاول نيوز – مفلح العدوان

للأصدقاء في الأعياد المجيدة:

كل عام وأنتم بخير وسعادة وهناء ومحبة..

المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة

***

ولتبقى الشجرة مضاءة، والسلام يعم الجميع،

والتفاؤل والخير والتسامح فضاء سكينة ونقاء وعطاء.. هي أمنية وتهنئة.

***

وأزيد محبة:

هي نجمة.. وطفل.. وقمر.. وشجرة.

ها أنا أقرأ في إنجيل الطفولة أن في منتصف الليل ومض نجم، وكان ضياء الميلاد، شمس العهد الجديد، ونور العالم.

كل عام وشجرة الميلاد مضيئة وارفة، وبابا نويل يوزع الهدايا لكل أطفال البراءة، وعشاء الميلاد يبقى جَمعة ألفة ورمز محبة دائمة.. اللهم آمين.

***

وفي مقام العيد والمناسبة، أستذكر آن كنت قبل أعوام في بيت لحم، ليلة العيد المجيد، وكنت أمام شجرة الميلاد، والعيد مختلف بكل تفاصيله في بيت لحم.

آنذاك، وقفت بين كنيسة المهد والشجرة المضاءة بقناديل المحبة، وأنا أستذكر صلاة الميلاد التي كتبها روبرت لويس ستيفنسون:

يا أبانا المحب/ ساعدنا كي نتذكر ميلاد يسوع/ فنشارك في نشيد الملائكة/ في ابتهاج الرعاة/ وفي سجود الحكماء/ أغلق باب الكره/ وافتح باب الحب في العالم أجمع/ دع اللطف يأتي مع كل هدية/ والأماني الصالحة تأتي مع كل تحية/ نجنا من الشرير بالبركة التي يجلبها يسوع/ وعلمنا أن نبتهج بقلوب نقية/ فيجعلنا صباح الميلاد/ سعداء بأن نكون أبناءك/ ولتأخذنا أمسية الميلاد/ إلى أسرتنا مع أفكار شاكرة/ مسامِحين ومسامَحين/ من أجل يسوع/ آمين.. آمين”.

***

آنذاك.. وفي بيت لحم..

استحضرت بابا نويل، وهو يحمل طفلا بيده جرس يقرعه بفرح.

ها هو بابا نويل يهمس للطفل بعد “عيد ميلاد مجيد”، يقول له:

أعد لي الجرس، لأسرد لك أصل الحكاية، فالعيد لا يكتمل بلاي، والمناسبة ناقصة بدون قرع جرسي، ومن غير أيائلي، وصوت ضحكتي التي تبث البهجة في قلوب الأطفال مع هداياي.

***

وأنت طفل المحبة، تعرف أنني “القديس نيقولا”، “أبو عيد الميلاد”، سانتا كلوز.. هَبني لحظة من براءة فرحك، واقرع عني جرس الأمل والسعادة والتفاؤل بالمستقبل الأجمل، وردد ورائي ترتيلة الميلاد “أيا مؤمنون، ألا تصحبونا بناي وعود إلى بيت لحم* طفل أتانا، يريد فدانا، يريد فدانا“.

***

ماذا يقول بابا نويل للطفل؟

ها هو يترك كل من حوله؛ الباعة، والسوق، والهدايا، والرصيف، والساحة، ويبوح بما كان: آنذاك، وقبل حدوث الميلاد، ميلاد المسيح، كان الحال هكذا: قصرت ساعات النهار، واختفى الضياء، كأنه قد تلاشى في مكان بعيد، ومعه طالت وحشة الظلمة، وزادت قتامة السواد، والعواصف زمجرت، والأعاصير هبت، والبحار ارتفع موجها، والدنيا منكوبة من شتاتها بلا دفء، ولا أمان، بينما البشرية كانت مذهولة تئن بأوزارها.. آنذاك، وعند لحظة حدوث الميلاد، ميلاد المخلص، و”لأنه هكذا أحب الله العالم..”، عَمّ نور جديد، لكي تكون “الحياة الأبدية”، وحلّ الهدوء، وهبّ نسيم عليل، وتمت البشارة، فسكنت البحار، وابتسمت النجوم.. صار الكون كوخ سلام، يؤرخ بما قبل الميلاد، وما بعد الميلاد.. هذا الميلاد المجيد.

***

وبعد.. فالأمنية أن يكون العيد بوابة سلام ومحبة، تزول فيه الحروب والقتل والكراهية، لتبقى الألفة التي تجمع الجميع على قلب واحد ينبض بما بشّر به جبران خليل جبران:

المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار حنطة. على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.. تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء. ثمتُعدّكم لنارها المقدسة.. لكي تصيروا خبزا مقدسا“.

***

عن Alaa

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …