في عيد الحب هل يعود الحب ؟

حنين عبيدات – الأول نيوز –

هل سيجتمع الشعراء بقصيدة عنوانها ” حب و وفاء”؟ و هل سيجتمع الروائيون برواية عنوانها ” قلوب نابضة بحكايا القمر” ؟ و هل سيجتمع العشاق بطقوس عنوانها” الجوى و لوعة الحب” و هل سيجتمع الأصدقاء بزاوية عنوانها ” المحبة و الإخلاص” ؟و هل سيجتمع الأهل على مائدة عنوانها ” المودة” ؟و هل ستجتمع الدول العربية رابطة عنوانها ” الإنسانية” ؟و هل ستجتمع المجتمعات بعائلة عنوانها” الرحمة” ؟…
لا أنكر أن هناك حب في القلوب، و دقات قلب تنتفض بها الروح، و لا أنكر كثيرا من مظاهر الجوى و الشغف و العشق، و لكن ؟

حدثتني تلك الحمامة بهديلها الناعم عن الحب محترقة، تبكي لوعة و تشكو ألما و هما و فراقا، سألتها : لما أتعبتك الحياة و مافيها؟ و هل المحبوب قسا عليك و أحرق ششرايينك!؟ ألهذا الحد تحبينه؟ قالت: لا محبوب إنسي يهزني ويقتلني و لا معشوق يتعبني، و لا نبضات قلب آنية تجذبني، هناك شيء واحد يؤلمني و يبكيني، و يستثير مشاعري و يقلقني و يأخذ روحي، قلت لها : ما هو؟ قالت : وطني، سألتها : ما به وطنك؟ قالت : أنا لاجئة في هذه البلاد، فلقد هجرت وطني، قسوة المغتصبين أبعدتني، و من ترابه قد حرمت، أنا لاجئة في حبه، فهو دائي و دوائي، و دموعي وابتسامتي، بيني و بينه قصة عشق أزلية من القلب للأرض و للحياة، فلا حياة بلا وطن!!!
فلو اجتمع الشعراء و الروائيون و رواد جلسات الغرام و الهيام، و لو اجتمعت بنديم الروح، لن يغنيني عن وطني وكياني و محياي و مماتي، فلا حب يجتمع مع قلب محزون وجسد بلا عقل، و نفس متعلقة بروح مكلوم.

فلا أهل و مودة دون وطن، و لا مجتمع و رحمة دون وطن، و لا أصدقاء و إخلاص دون وطن ، و لا إنسانية تتوافق مع المهجر و الإستعمار و المغتصب و الخون، شعوب تئن و أوطان مريضة، و أطفال مشردة و شيوخ على حافة الموت، و نساء تحولن إلى رجال لحماية الأسر و العائلات…
الحب معناه كبير و فعله أكبر، و هل هناك حب بانعدام الإنسانية؟ أين هو الحب إذن؟

#حنين عبيدات

عن Alaa

شاهد أيضاً

قوّة الحقّ لا حقّ القوّة

  اللواء الركن المتقاعد فارس  سليم الهروط –   الأول نيوز –      تعاني الأمة من …