الأفاكون الأُثَماء

الدكتور مالك صوان – الأول نيوز –

 

تابعنا بلهفةٍ وفيضٍ مِن الطمأنينة، قمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد ترقبٍ شديد لهذه القمةِ المنتظرة، وكنّا قد توقعنا مخرجاتِ هذه القمة قبل انعقادها، مع محللين وكتّاب سياسيين مخضرمين أمثال: معالي العين محمد داودية والكاتب البارز الأستاذ أسامة الرنتيسي.

التوقعات كانت مطابقةً لحدٍ كبير جدًا للمخرجاتِ التي استقرت عليها القمة، ولا أُبالغ إن قلتُ مطابقةً تمامًا، هذا التوقع لم يأتِ من فراغٍ، لا بل أتى من ذلك اليقينِ وتلك الطمأنينة، والثقة المعهودةِ والمشهودة، التي بُنِيتْ أواصرها خلال قرنٍ من الزمان، بين شعبٍ وفيٍّ وقيادةٍ هاشميةٍ تاريخيّةٍ حكيمة، حافظة للثوابتِ الوطنية والعروبية على مرّ التاريخ.

خلال القمةِ، يأتي خطأُ الترجمة غير المقصود، -ليَمِيزَ اللهُ الخبيث من الطيب- فيتلقفه ويستغله أولئك الأفاكون الأثماء، الذين لا همَّ لديهم سوى قلبِ الحقائق وتزويرها، وإثارة الفتنِ وتغذية الخلافات، هؤلاء هم من يکذبون ویشيعون الأكاذيب والزور، ويغوون الناس بالكذب والخداع، هم أيضًا من يحاولون تزوير التاريخ والتشهير بالوطنيين الشرفاء، حتى يسودوا ويتغلغلوا ويخترقوا المجتمعات الواحدة، ويثيروا الفوضى والشحناء بينهم.

وصَفَ قرآننا الكريم هؤلاء بأنهم يتبعون إبليس الشيطان، ويتبعون طريقته في الكذب والغواية، وهم يصدون الناس عن طريق الحق، ويحسبون أنهم على صواب، حيث قال الله تعالى عنهم في سورة الزخرف، الآية 36:
“وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَحْمَنِ نُقَيِّضْ بِهِ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ”
وفي سورة الزخرف أيضًا، الآية 37:
“وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ”.

هؤلاء الأفاكون متيقنون بأنهم لا شيء، ولايمكن أن يكونوا شيئًا ما في يومٍ ما، إلا بهذه الألاعيب وتلك، التي لا تدوم، مِن استغباء البعض والضحك على ذقونهم، هؤلاء الكذابون الذين يقتاتون ويعتاشون على تفرقة وانقسام أبناء الوطن والديانة والعقيدة الواحدة، هم أنفسهم من يحاولون زرع وبث روح الضغينةِ والكراهية بين أفراد الشعب الواحد والشعوب الأخرى.

لكن الشعبَ الأردني وغيره من الشعوبِ العربية والأجنبية الواعية الراشدة، كانت لهم بالمرصاد، فكشفت بوعيها زيف أكاذيبهم وأفعالهم، ومحاولة تسويفهم للحقيقة، التي انقلبت عليهم وعرَّتهم وكشفت مدى حقدهم وضغينتهم.

حمى اللهُ الأردن، قيادةً وشعبًا من مكر الماكرين وكيد الكائدين.

عن Alaa

شاهد أيضاً

قوّة الحقّ لا حقّ القوّة

  اللواء الركن المتقاعد فارس  سليم الهروط –   الأول نيوز –      تعاني الأمة من …