مئات الآلاف يودّعون السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

الأول نيوز – ودّع مئات الآلاف اليوم الأحد، الأمينين العامين السابقين لحزب الله السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، بمشاركة شعبية وشخصيات رسمية من عدة دول، وسط هتافات “إنا على العهد” و”لبيك يا نصر الله”، وسط استفزازات الاحتلال الصهيوني الذي انتهك طيرانه المعادي الأجواء اللبنانية وحلق على علوّ منخفض جداً فوق مراسم التشييع في المدينة الرياضية ببيروت.

وفيما امتلأت المدينة الرياضية وشوارع بيروت ومحيطها بمحبي السيّدين ومؤيدي حزب الله من لبنان وإيران والعراق واليمن وتونس وغيرها من الدول وسط تدابير أمنية كبيرة، بدأت مراسم التشييع بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ثم تلته كلمة للمرشد الإيراني السيّد علي الخامنئي ألقاها ممثله في العراق مجتبى الحسيني أكد فيها أنّ “المقاومة ومواجهة الاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”.

ووصف السيد نصرالله بـ”المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة”، وقال: “لقد بلغ الآن السيد العزة، جثمانه الطاهر في الثرى، ولكن روحه ونهجه سيتجلى شموخاً أكثر فأكثر، ويوماً بعد يوم سينير درب العالمين”، مضيفاً أنّ “الوجه النوراني لسماحة السيد هاشم نجم لامع في تاريخ هذه المنطقة وجزء لا يتجزأ من ريادة المقاومة في لبنان”.

ومن ثمّ دخل النعشان على عربة خاصة وُضع عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، ووُضعت عليهما عمامتا السيدين. واستقبلتهما الحشود بهتافات “لبيك يا نصر الله” وبالدموع، وبينما كان النعشان يجولان بين الحضور مع بثٍ لكلمات للشهيد السيّد حسن نصر الله، شنّ طيران العدو “الإسرائيلي” غارات وهمية فوق مدينة بيروت، ما دفع بالمشاركين إلى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة: “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، لبيك يا نصر الله”.

وأمّ عضو مجلس الشورى في حزب الله الشيخ محمد يزبك الصلاة على جثماني الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.

وبعد ذلك، ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة أكد فيها أن “إسرائيل” لا تستطيع أن تستمر في احتلالها وعدوانها”، وقال: “اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدة وشعبا ونؤمن بأن النصر النهائي حتمي”، مضيفاً: “موتوا بغيظكم المقاومة باقية وقوية ومستمرة”.

وشدّد قاسم، على أنه “لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج”، مضيفاً: “فشّر، لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه في الحرب ولن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم”.

واعتبر نعيم قاسم، أنّ “اليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق لم نعد أمام خروقات إسرائيلية بل أصبحنا أمام احتلال وعدوان”، مشيراً إلى أنّ “الآن أصبحنا في مرحلة جديدة وهذه المرحلة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها”.

وأضاف الأمين العام، أنّ “المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجودًا وسنتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً”.

وتوجّه بالتحية للأسرى لدى العدو بالقول: “لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم”.

وعن السيد نصر الله، قال: “السيد حبيب المقاومين وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم في إحياء هذه القضية واستشهد في الموقع المتقدم”، وأكد أنه “سنحفظ الأمانة ونسير على هذا الخط وسنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس وأنت القائل”.

وأعلن قاسم أن “هذا الطريق سنكمله لو قتلنا جميعا ولو دمرت بيوتنا على رؤوسنا لن نتخلى عن خيار المقاومة”، معتبراً أن “الحشد اليوم هو تعبير عن الوفاء الذي قلّ نظيره في تاريخ لبنان”.

وأضاف: “اطمئن يا سيّدنا القيادات موجودة والمقاومون موجودون والشعب موجود”، مؤكداً أنه “لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج”.

ولم يكتف العدو الصهيوني بانتهاك الأجواء اللبنانية، بل حاول ترهيب المشاركين في التشييع عبر شنّه سلسلة غارات استهدفت عددا من المناطق في البقاع والجنوب.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر صحفية لبنانية، بأن العدو شنّ غارات استهدفت وادي العزية في أطراف زبقين وتبنا في أطراف البيسارية وجبل الريحان جنوبي لبنان، وجرود بلدة بوداي غربي بعلبك.

بدوره، قال وزير الخارجية الصهيوني “جدعون ساعر”، إنّ “جنازة نصر الله تظهر المفترق التاريخي للبنان بين استمرار الاحتلال الإيراني أو التحرر”.

من جهته، قال وزير الحرب، إنّ “طائراتنا التي تحلق فوق جنازة نصر الله تنقل رسالة بأن من يهدد بتدميرنا يكتب نهايته”.

وظهر اليوم، بدأت فعاليات تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والسيد وهاشم صفي الدين في مدينة كميل شمعون الرياضية.

وعلقت صور عملاقة للشهيدين نصر الله وصفي الدين على الجدران الخارجية للمدينة الرياضية وفي الطرقات المؤدية لمكان التشييع، وأضيفت آلاف المقاعد في المكان.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد دعا إلى “مشاركة واسعة” في المراسم، قائلاً “نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس”.

وتم نصب شاشات عملاقة في الشوارع المحيطة بالمدينة الرياضية، بالإضافة إلى إقامة 70 مضافة عند الشوارع المؤدية لمكان التشييع والمسيرة.

وشهد التشييع مشاركة وفود رسمية من عدة دول، من بينها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.

وشهد مطار بيروت أيضا وصول عائلات عدد من الشخصيات الإيرانية البارزة، بما في ذلك عائلات الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، والقائد السابق لقوات “فيلق القدس “، قاسم سليماني.

ويحظى التشييع باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، حيث وصلت إلى لبنان أكثر من 450 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك وفود صحفية من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا. ويُتوقع أن يتجاوز عدد الصحفيين المشاركين في التغطية الميدانية 600 صحفي، موزعين بين المدينة الرياضية ومسار التشييع وحتى موقع الدفن.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الموافقة على السياسة والاستراتيجية الوطنية الأردنية للجودة وسلامة المرضى

الأول نيوز – قرر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها الأحد، برئاسة رئيس الوزراء جعفر …