محمد داودية – الأول نيوز –
أثار العين د.هايل عبيدات، مسألةً، تكتسب أهميتها القصوى في الوضع الاقتصادي الصعب الراهن، الناجم عن ارتدادات 7 أكتوبر، وحرب الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو الوضع الذي جعله الرئيس ترمب أكثر صعوبة وقسوة بإجراءاته التي مست الوكالتين المهمتين USAID و AUNRW البالغتي التأثير في بلادنا.
أثار د.عبيدات ضرورة وخطورة المسؤولية المجتمعية التي قال إن بنوكًا وشركات أدوية وإتصالات، وشركات يساهم فيها الضمان الاجتماعي؛ تتهرب من مسؤولياتها المجتمعية. وتزداد أهمية ما أثاره د.هايل انه تم بحضور الذوات رؤساء مجالس إدارات الشركات الكبرى والمدراء التنفيذيين لمؤسسات خاصة، خلال اجتماع اللجنة المالية في مجلس الأعيان، لمناقشة المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص، وهو ما يسجل بالتقدير الكبير للدكتور رجائي المعشر رئيس اللجنة.
كان بيت القصيد ما قاله د.محمد الذنيبات، رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات، الذي اقتبس مقولة الرئيس الروسي بوتين: “لا يجوز للقطاع الخاص ان ينعم بخيرات البلد، وحمايته، أوقات الرخاء، ولا يساهم في أوقات الأزمات”.
وثمة في تراثنا شكوى عنترة بن شداد، الذي لم تقعده قلة تقديره عن التضحية والفداء:
يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ،
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ.
وتختلف الرؤية والسلوك تجاه مسألة أو معضلة المسؤولية المجتمعية، فبعض متخذي القرار، أصحاب النظرة الشمولية، والحساسية الأمنية، يضعون هذه المسؤولية في نصابها الوقائي، وأبعادها الوطنية السليمة، فيقدمون مساهمات جزلة، ويسدون ثغراتٍ وثقوبًا هائلة، لا يقلل من حجمها ودورها، ان الحاجات الشديدة والعديدة، لا يمكن تلبيتها كلها.
ولدى الشركات الكبرى، وأخص الفوسفات والبوتاس، أرقام وبيانات متاحة، قدمتها إداراتها الوطنية المتعاقبة بلا استثناء، ولا استثني قطعا، الإدارتين الحاليتين للفوسفات والبوتاس، اللتين تتولاهما بكل جدارة وأمانة، قيادات وطنية موثوقة هم الذوات الدكتور محمد الذنيبات والمهندس شحادة أبو هديب والدكتور معن النسور والمهندس عبد الوهاب الرواد، الذين لن نتوقف عن مطالبتهم بالمزيد والمزيد، في ظروف تشهد المزيد والمزيد من الصعوبات الاقتصادية الضاغطة، التي تثقل كاهل الحكومة وتضغط على عيش أهلنا ذوي الدخل المحدود- المهدود باللهجة السودانية الحلوة.
الدستور