أسامة الرنتيسي-
الأول نيوز – لا أصدق البتة أن قياديين من وزن أسامة حمدان وطاهر النونو في حماس يصدر عنهما هكذا تصريحات ويهددان إسرائيل بأن حركة حماس تناقش خطة استخدام كتائب القسام لسلاح حماس السري إذا تمادت أكثر.
التصريحان تم توزيعهما من خلال السوشيال ميديا نقلا عن “الجزيرة” (لاحظ آخر المقال ) وهذا بكل يقين فبركة شياطين على السوشيال ميديا، ولا يمكن أن يكون هناك أحد في حماس قيادة أو أطر يفكرون بهذه الطريقة الجنونية.
التصريحان بكل بساطة دعوة لاستمرار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، ولا أعتقد أن حماس وما تبقى من قادتها قد وصلوا إلى هذه المرحلة من الانتحار.
لكن دعونا نرفع الصوت عاليا بعد المجزرة غير المسبوقة التي طالت شعبنا في غزة فجر الثلاثاء وتسببت باستشهاد نحو ٤١٦ مواطنا غير الدمار والإبادة.
لا تزال حماس تعلن أنها مستعدة للتفاوض وأنها تنتظر الذهاب للمرحلة الثانية ووقف إطلاق النار، فهل بقي في الأمر تفاوض بعد كل هذه الوحشية والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعب أعزل إلا من جبروت معنوياته التي تهد جبال لم يشهدها التأريخ الحديث، لكن إلى متى ؟!.
تمتلك حماس ورقة واحدة الآن بقاء ٥٩ اسيرًا للعدو لديها ستخرجهم في النهاية سواء رضيت أم لم ترض، فليخرجوا بالقلعة ونحفظ دم من تبقى صامدا من شعبنا الفلسطيني في غزة.
الانحناء للعاصفة في هذه المرحلة من قبل حماس لا يعني هزيمة ولا استسلاما، فالظروف كلها تغيرت وموازين القوى لم تعد لمصلحة الاستمرار في أي استعراضات ولا حلقات التسليم لأسرى ضمن استعراض تختاره حماس بعناية وتصوير منقطع النظير.
استعراضات حماس والسيارات الحديثة والسلاح الذي خرج مع المئات من شباب المقاومة في غزة في اثناء تسليم الأسرى قلنا إنها فاتورة سيدفع شعبنا ثمنها غاليا، ولن تنفع حركات تقديم هدية سنسال ذهب لابنة احد الأسرى التي ولدت في أثناء أسر أبيها، ولا حركات الهدايا ومياه الصحة وشعبنا لا يجد ماء نظيفا للشرب ستحفران في العقل الصهيوني لأن النتن ياهو غادر حالة الإنسانية منذ زمن بعيد.
شعبنا في غزة الذي تعرض لقصف من ١٠٠ طائرة فجر الثلاثاء يستحق نظرة جديدة من قيادة حماس، فاستشهاد ٤١٦ مواطنا ليسوا خسائر تكتيكية، ولا مثلما قال أحد دراويش الإخوان في منشور إن الأهداف التي أصابتها قدائف العدو لا توجع حركة حماس ، بالله عليكم ما هو الشيء الذي يوجع قيادة حماس ؟!.
قيادة حماس مطالبة الآن أن تنحني للعاصفة قليلا وان تسلم القرار للدول الضامنة والقرار العربي الذي تعهد بإعادة إعمار غزة ، فلن تواجه حماس كل بشاعات العالم التي ترى أن حماس والشعب الفلسطيني هم زيادة عدد على البشرية ويصمتون على ما يتعرضون له من إبادة.
الدايم الله….