غزة – من خيمة في رفح –
للناس اللي برا غزة،اقرأوا، افهموا، وشارِكوا ، لانه في كتير ناس برا لسه مش مصدقة اللي بصير في غزة، أو مفكرة إنه محصور بمنطقة معينة — وشفنا هالشي كثير على السوشيال ميديا.
لكن الحقيقة؟
العدوان دمّر غزة من شمالها لجنوبها.
غزة اليوم مش مدينة، غزة اليوم بقايا حياة.
غزة ما فيها “عيش” … فيها “محاولة نجاة”.
البيوت صارت ركام.
الشوارع صارت مقابر.
الكهرباء، المي، الإنترنت… صاروا من الذكريات ورفاهيات مفقودة.
المستشفيات؟ مشلولة.
المدارس؟ صارت ملاجئ مؤقتة، أو اتدمرت.
الكهرباء؟
من أول أيام الحرب، مقطوعة.
فئة قليلة جدًا عندها طاقة شمسية، وهي صارت مورد للناس… لكن بمقابل.
يعني تتخيل؟
جوالك خلص شحن بطارية؟ لازم تدفع ٢ شيكل عشان تعبيه.
باوربانك؟ ٣ شيكل.
بطارية كبيرة؟ ٧ شيكل.
كل شي صار بثمن، حتى الشحن، حتى النور.
والأسعار؟ جنونية وخيالية!
الإنترنت؟
ما في نت بيتي.
في بطاقات مؤقتة تُباع من ناس عندهم كهرباء وإنترنت.
سعر البطاقة من ١ لـ٥ شيكل (نص دولار إلى دولار ونص)، حسب الوقت والسرعة.
والمعيشة؟
كيلو بندورة = ٢٠ شيكل (٥.٥ دولار)
كيلو خيار = ٢٥ شيكل (٧ دولار)
كيلو بطاطا = ٥٠ شيكل (١٣ دولار – وإن وُجدت أصلاً)
كيلو باذنجان = ٣٠ شيكل (٨ دولار)
رغيف خبز؟ شبه معدوم، والطحين على وشك الانتهاء.
طيب، كيف الناس بتعيش؟
ناس معها ولا شي.
ناس بتطبخ على الحطب.
ناس بتاكل وجبة وحدة باليوم أو أقل.
ناس زرعت بقدونس أو خس، او اي شي حتى تسد رمقها.
ناس بتعمل شوربة مي وبصل…
وناس ما بتاكل نهائيًا.
لا أكل، لا غاز، لا طحين كافي.
الأسعار نار، والناس ما معها ولا شي.
كيلو خضار عادي صار أغلى من سعره بمدن أوروبا.
المية؟
ملوثة، مالحة، مش صالحة للشرب.
والناس بتصفّيها بطرق بدائية أو تغليها، أو تشربها وهي ملوثة لأن “ما في بديل”.
الغاز؟
مقطوع من أكتر من شهر ونص.
الناس بتطبخ على نار الحطب أو الفحم أو أي شي ممكن يولّع.
الوضع الصحي؟
ما في أدوية كافية، لا مستشفيات مجهزة، لا أدوات طبية، لا طواقم كافية.
والناس تمرض… وتستنى الموت بصمت.
الناس كيف بتتدبّر حالها؟
ناس عندها أقارب بالخارج بيحوّلوا مبالغ بسيطة.
ناس تشتغل ببسطة، أو بتبيع أي شيء ممكن.
ناس بتشحن بطاريات للناس بمقابل.
وناس بتستنى مساعدة من فاعل خير.
والحوالات المالية؟
تخيل حدا يبعتلك ٥٠٠ دولار… أنت فعليًا تستلم ٢٥٠ بس.
ليش؟
عشان تاخد حواله من المكتب ويحولها بنكي مش تستلم كاش ٢٠٪
لما تستلم نقدًا بياخدوا ٣٠٪ كمان
يعني نص الحوالة راح!
السرقة؟
للأسف، صارت موجودة.
الناس اللي نزحت من بيوتها، في ناس بتدخل وبتنهب كل شي…
رغم إنه الكل موجوع ومكسور، بس الحرب غيّرت كل شي.
والنزوح؟
الاحتلال يرمي منشورات من الطيارات:
“اترك منطقتك فورًا، أصبحت منطقة خطر.”
تخيل يرمي منشور من طيارة، يأمرك تترك بيتك فورًا…
فتقوم، تلم شوية غراض، وتطلع.
تترك بيتك، ذكرياتك، ريحة أولادك… وتمشي على خيمة.
خيمة صغيرة… ما بتحميك لا من قصف، ولا من برد، ولا من حر، ولا من خوف.
وما بتعرف إذا رح ترجع، ولا متى، ولا إذا رح تلاقي بيتك أصلاً.
الناس ما بين نازح، مكسور، جوعان، ومقهور.
الناس في غزة… ما عاد فيها فرق بين غني وفقير، دكتور أو بائع.
الكل موجوع، الكل محتاج.
ما في شي اسمه “عايشين”.
في شي اسمه “صامدين”.
وحتى الصمود، صار يتكسر شوي شوي…
ساعدونا نوصل صوتنا.
ساعدونا نكسر جدار الصمت.
غزة مش رقم… غزة أرواح، أطفال، أمهات، أحلام… بتنزف.
الوجع لازم يطلع من غزة… لازم العالم يسمع.
#غزة
#صوت_من_الداخل
#أنقذوا_غزة
#شارك_الحقيقة
#غزة_تنزف
#من_حقنا_نعيش
#كلنا_غزة