الاول نيوز – د. حسين سالم السرحان
ساهمت لحد بعيد كلمات غالبية النواب في التقليل من خطورة الأزمة لخلية 16 متهماً جاءوا بالطائرات المسيرة والصواريخ والمفرقعات والمتفجرات لديارنا الآمنة
تدربوا هناك حيث معاقل حزب نال من وحدة ومكانة لبنان الشقيق وقضى على ملامح وجهه العربي وبعده الانيق في الثقافة والفنون والتاريخ والحياة، وأرادوا استنساخ تلك التجربة البائسة!!
حاولت هذه الطغمة المُغرر بها أن تتدرب وتتعلم مهارات التفجير والموت بدل علوم الهندسة التي تعلموها على مقاعد جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الهاشمية
قبضوا مالاً سُحتًا لا يستحق العناء حتى لو جاءوا بخزائن الارض فهم الخاسرون، فهؤلاء من المؤسف أننا رأينا صفحات بعض أمهاتهم ممن ساهمن في الانحراف وغرس مفاهيم الكفاح الزائف مع ذلك الحليب .. فأي أمٍ تُعد أبنها لهذا المصير هي جزء من المسؤولية الأخلاقية
كما رأينا ادعاء بالفخر لوالد ستيني بفعل ولده الذي اراد أن يكون بيده سلاحًا غير مشروع وبعيداً عن سلطة الدولة
القضية الاهم بكل أبعادها متشعبة ومتداخلة وأحسنت صنعًا فرسان الحق ورجال المهمات الوطنية أن كشفت المستور وما دبر بليل وذهب الأبطال حتما ً لمهمات أخرى بعيدا ً عن تحولات الرأي العام وتقلباته، بعد أن أودع الملف كاملاً بأدلته وقراءنه وإثباتاته وأقوال المتهمين والشهود إلى عهدة القضاء
بقي أن نتوقف على تخوم مداخلات مجلس النواب كمثليين عن الشعب الأردني والذين كانت جُل خطاباتهم شعبوية حملت القضية الوطنية ذات الطابع الخطير والمهم إلى جوانب ثانوية من رداءة الخطاب وسوء التعبير وضحالة التشخيص وحماس عاطفي في غير محله
إذ لم يسموا الأشياء حقيقتها ولم يكونوا على قدر المسؤولية الموكلة لكثير منهم بل جعلوا كل ناخب أدلى بصوته إليهم نادمًا سواء كان صوته حرًا أو بمقابل
المهم أن الدرس المستفاد من الأزمة للدولة الأردنية كبير وعظيم ولعل أهمّه دعم وتمكين أجهزة الدولة العسكرية والأمنية أكثر فأكثر لما تستحقه بعد هذه النجاحات الكبيرة في حماية الوطن ومكتسباته وأرواح وسلامة مواطنيه
وثانيهما عدم تكرار فرص بعض التجار والسماسرة واصحاب رأس المال ومن على شاكلتهم للوصول إلى قبة البرلمان
وثالثهما تطهير المدارس والجامعات من كل من يحمل فكرا ايدولوجيا ً مضللاً معلما او أستاذاً او طالباً
فالعمل التشريعي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي والثقافي يريد مواصفات مختلفة من الوعي والعلم والمعرفة والتمكن والقيم والأخلاق، ومن قبل من المبادئ الأساسية البعيدة عن اللغة الخشبية في التعبير عن الانتماء الوطني !!
فالوطن الأردني اليوم أحوج ما يكون للتغيير والتجديد لكل مكونات السلطات التشريعية والتنفيذية والمجتمعية بما يليق بمكانته وتحدياته وأزماته ومستقبله وآمال شعبه العظيم !!
حمى الله الأردن