*

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية – الإيرانية عدة أيام أو عدة أسابيع أو عدة أشهر

الاول نيوز – الأستاذ هاني المصري

السيناريو الأول:
تستمر الحرب عدة أيام، ثم تعود المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، على أمل أن تُلقي نتائج الحرب وتداعياتها بظلالها على طاولة التفاوض. في هذا السيناريو، قد تصبح إسرائيل أكثر عقلانية وأقل اندفاعًا لأنها حققت نقاطا هامة، وتتراجع عن تهديداتها المتكررة بالحرب، وتسعى بدلًا من ذلك إلى استثمار ما حققته عسكريًا وسياسيًا في المفاوضات، سواء بشكل مباشر أو عبر حلفائها، وهذا سيناريو محتمل ولكن غير مرجح لأن طهران لن توقف الحرب قبل أن تحدث نوع من التوازن ولأن حكام تل أبيب لا يزالوا يراهنوا على الانتصار رغم الخسائر.

السيناريو الثاني:
تتواصل الحرب لأسبوعين أو ثلاثة وربما أكثر، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه الكبرى.
إسرائيل، من جهتها، تحاول تدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، بل وتسعى – إن استطاعت – إلى إسقاط النظام، مع محاولة استدراج الولايات المتحدة ودول الناتو للانخراط في المعركة من أجل حسمها لصالحها.
أما إيران، فتركّز على الصمود، وتواصل توجيه الضربات الصاروخية لإسرائيل، بهدف استنزافها عسكريًا ونفسيًا، واستعادة مصداقيتها وقوة ردعها، وصولًا إلى تحقيق نوع من التوازن، يسمح لها بالعودة إلى طاولة المفاوضات من موقع أكثر قوة، والتوصل الى اتفاق يسمح لها بالتخصيب ولا يمس ببرنامجها الصاروخي، وهذا سيناريو مرجح لان الطرفين المتحاربين لا يفضلان حربا طويلة، والأهم واشنطن ومعسكرها لا يريدوا حربا طويلة تهدد كل نفوذهم ومكتسباتهم.

السيناريو الثالث:
وهو محتمل وغير مرجح وبه تمتد الحرب لعدة أشهر وربما أكثر، وهو ما يصب – نسبيًا – في مصلحة إيران، إذا استمرت المعارك بوتيرتها الحالية أو أعلى قليلًا، دون أن تتحول إلى حرب شاملة تشارك بها واشنطن وتتجاوز الخطوط الحمراء التي لا يزال الطرفان يحرصان على عدم تجاوزها.
فإيران تتمتع بأفضلية استراتيجية: فهي أكبر من إسرائيل بمساحة تفوقها بـ74 مرة، وعدد سكانها يزيد بـ8 أضعاف، وتمتلك خبرة طويلة في الصمود منذ انتصار الثورة الإيرانية، مرورًا بالعقوبات التي فاقت 3500 عقوبة، وصولًا إلى الحرب الطويلة مع العراق.
أما إسرائيل، فرغم قدرتها على الصمود في حربها مع غزة، إلا أن قدرتها على الصمود في حرب طويلة مع إيران تبقى موضع شك، خصوصًا في ظل الاستهداف المباشر وغير المسبوق للجبهة الداخلية الإسرائيلية، والخسائر اليومية المتزايدة على المستويات البشرية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية.

إسرائيل، بوصفها المعتدية، ترى الخلاص في انخراط الولايات المتحدة في الهجوم، كما فعلت بالدفاع والدعم العسكري والمشاركة في التمويه عبر ايحاء ترامب بعدم موافقته على بدء الحرب مع أنه يعلم أن القرار قد اتخذ.
إن معضلة إسرائيل تكمن في أن واشنطن لا تبدو متحمسة للمشاركة الهجومية، وتفضّل العودة إلى المفاوضات، سعيًا لاستثمار الضربة النوعية التي وجهتها إسرائيل في بداية الحرب.

الولايات المتحدة تخشى الانزلاق في حرب مكلفة بشريًا واقتصاديًا، في وقت يعارض فيه الرأي العام الأمريكي، بل وحتى قطاعات واسعة من الحزب الجمهوري، هذه الحرب. وقد عبّر العديد من القادة والمؤثرين عن هذا الموقف علنًا.
ويُضاف إلى ذلك أن الحرب تحمل تبعات اقتصادية وأمنية خطيرة، وقد تفتح الباب لحرب إقليمية وربما عالمية، خاصة مع احتمالية إغلاق مضيق هرمز وتوقف صادرات النفط الإيرانية، وهو ما سيلحق أضرارًا جسيمة بدول عدة، على رأسها الصين.

ومن المؤشرات المقلقة لإسرائيل بروز ما يمكن تسميته بـ”سيناريو البطة السوداء”، وهو الموقف الباكستاني المفاجئ، حيث أعلنت إسلام أباد رسميًا دعمها لإيران، وبلغ الأمر برئيس أركان الجيش الباكستاني حدّ التهديد بالرد النووي إذا تم تهديد إيران بالسلاح النووي، وهو ما كرره أيضًا زعيم كوريا الشمالية.
كما تحدثت مصادر إسرائيلية وروسية عن قيام كل من الصين وروسيا وباكستان بتقديم دعم عسكري لإيران، يشمل صواريخ وأنظمة دفاع جوي، ما يُنذر بإمكانية تشكّل حلف دولي مضاد، قد لا يكتفي بإدانة العدوان الإسرائيلي أو دعم حق إيران في الرد، بل قد يرسم “خطًا أحمر” يمنع هزيمة إيران.

عن Alaa

شاهد أيضاً

أنظمة دموية مصيرها الزوال

الدكتور مالك صوان –   الأول نيوز – كنتُ وما زلتُ مِن أولئك الذين يمقتون …