مقالات مشابهة
الاول نيوز – صلاح ابو هنود
لم يعد العالم بحاجة إلى حرب عالمية لينهار. ولا إلى جيوش تجتاح المدن بالدبابات. كل ما يلزمه الآن… اختراع بسيط. فايروس مجهري. أو سطر كود عابر يمرّ من شاشة إلى أخرى، فيحرق البنية دون أن يشعل نارًا.
ما يُرعب في هذا العصر، ليس ما نراه، بل ما لا يُرى. فالعالم يشبه الآن حقل قمح في ذروة نضجه، لكن يكفي أن تهب عليه رياح ملوثة من مختبر مجهول، أو يمر فوقه سرب غير مرئي من “طير الأبابيل الرقمية”، حتى تتساقط سنابله بلا صوت، ويغدو الحقل قفرًا دون أن تُطلق الرصاص.
الدول تنفق المليارات على الأسلحة، بينما الحقيقة تُكتب في معامل صغيرة، وفي شيفرات خفية، وفي تجارب لا يعلم بها أحد. ليس بالنووي تُحسم المعارك، بل بالقدرة على توقيف الزمن الإلكتروني: أن تشل المستشفيات بزر، أن تعطّل الطائرات بإشارة، أن تبثّ الفوضى في الوعي البشري بمجرد منشور.
أسلحة اليوم لا تُرى، لا تُسمع، ولا تُعلن. والخطر لم يعد يأتي من العدو الكلاسيكي، بل من جهاز صغير في الجيب، أو فكرة طائشة في عقل مهووس.
الإنسان المعاصر أقام حضارة عظيمة… لكن على أرض رخوة. وما يبدو قوة، قد يكون مجرد ديكور هشّ في انتظار لحظة سقوط لا تحتاج أكثر من “خطأ برمجي”… أو سعالٍ في مطار.
لم نعد بحاجة إلى نهاية كبرى. فالعالم قد ينتهي بلا ضجيج كأن لم يغن بالأمس
