دين أبوهم اسمه إيه؟!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – بينما العالم يقف على رؤوس أصابعه  متابعًا ضرب أميركا لإيران وتدمير ثلاث مناطق فيها المنشآت النووية، وينتظر الرد الإيراني الذي نتمنى أن يكون عنيفًا على حيفا وتل أبيب لبرعب الصهاينة فيهاجروا من وطننا السليب اليوم قبل الغد، تأتي الأخبار من شامنا الحزينة عن تفجير إرهابي نفذه منتحر داعشي في كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق كانت نتيجته  22 قتيلًا و59 جريحًا.

مدمرة لكل نفس، صور الجثث والأشلاء في الكنيسة، ومرعبةٌ حَدَّ الفاجعة أن لا يشعر الإنسان بالأمان داخل دور العبادة، والمرعب أكثر أن يُقتل وهو خاشع لرب العباد في لحظات روحانية لا يمكن أن يفكر فيها أن وحشا بشريا ينتظره ليقتله وهو بين يدي ربه.

المرعب أكثر أن يرتدي القاتل لباسا يعتقد أنه يقربه إلى رب العباد، ويرفع صوته عاليا مكبرا وهو يضغط على الزناد.. الله اكبر.. الله اكبر.

قالها بكل إبداع الشاعر المصري الجميل جمال البخيت….

دين أبوهم اسمه إيه؟!

دين أبينا يا محمد

أنت سِرُّه ومُبتدَؤه

أنت إحساسه ومداه

دقة عارفينها في قلوبنا لَمّا نَخشع للإله

لَمّا نطلب يوم رضاه

لَمّا نركع ..

لمّا نسجد ..

لمّا نفرح بالحياة ..

المشكلة أننا شاهدنا ونشاهد ما يفعله داعش ونصمت عليه مثلما صمتنا عن القتل الوحشي الإسرائيلي في قطاع غزة، وصمتنا على بشاعة القتل والإرهاب في سورية والعراق وليبيا واليمن..

ليس جديدًا ذلك التخاذل العربي والهوان والذل، وليس غريبًا أن يبلع الناس ألسنتهم تُجاه أحداث مصيرية وحوادث تُغيِّر وجه الأرض والتأريخ، فقد جربنا ذلك في العصر الحديث، منذ احتلال فلسطين وإعلان قيام الكيان الصهيوني الاستيطاني وأعيدت الكَرَّة أكثر من مرة في حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة.. والحروب الجديدة.

لا يزال بيننا مَن يطرح سؤالًا: ما هي مصلحتنا في الوقوف مع الغرب لمحاربة داعش ومَن على شاكلته؟! الجواب باختصار: بل هو في صميم مصلحتنا، لأن هذا السرطان الجديد، يعمل على تغيير نمط حياتنا، ويفرض تطرفه وجهله علينا.

فلقد خرج من بين أحشائنا، ولم ينتجه الغرب، إنما احتضنه، ودعمه، ووضعه على خط حياتنا ليهددنا به، فمهما حاول محتكرو الخبرة والمعرفة في الحركات الإسلاموية تأكيد أن هذه التنظيمات المتطرفة ليست صناعة صهيونية، فهم مخطئون، وسوف تثبت الأيام، أن الأجندة الداعشية الصهيونية واحدة، مهما اختلفت ساحات الحرب، ومهما اختلفت معها الاستراتيجية الأميركية والغربية، ولنا في قصة القاعدة وأسامة بن لادن أفضل الأمثلة، فقد صُنعت القاعدة في معامل الولايات المتحدة، وبعد أن انقلب السحر على الساحر، أصبح ابن لادن عدو أميركا الأول.

لنتصارح مع أنفسنا قليلًا، ونكشف عن نِيّاتِنا في الأقل أمام أنفسنا، بأن صمتنا ورفضنا للتخلص من داعش وأشكاله، جزء من المؤامرة علينا وعلى حياتنا المدنية.

فعلا… دين أبوهم اسمه إيه..

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الزيارات الحكومية الميدانية هل تحقق شيئا؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – منذ أن اتخذ رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان …