ضرورة الفنان بصمة لا تُمحى في ضمير الأمة

الأول نيوز – صلاح أبو هنود
مخرج وكاتب

الفنان ليس كائنًا ترفيهيًا يُستدعى عند الحاجة لتزيين المشهد، بل هو جزء من بنيان الوعي، حامل لنبض الناس، ومرآة للروح الجمعية حين تُغشى العيون.

حين تتشوش البوصلة، يصبح الفنان ضرورة أخلاقية. في لحظة اختلال المعايير، يظهر الفنان الحقيقي ليعيدنا إلى إنسانيتنا، ليصرخ حيث يصمت الجميع، ويشير حيث تتغافل الأصابع المرتجفة.
هو الذي يرى الحريق قبل الدخان، ويصر على الغناء حتى في الخراب، لأن الغناء هنا مقاومة، لا طرب عابر.

الفنان الأردني، تحديدًا، وجد نفسه دومًا في صراع مزدوج: أن يكون صادقًا في مجتمعٍ يريد منه الصمت، وأن يكون مؤثرًا في ظل مؤسسات ترى الفن ترفًا لا ضرورة.
ورغم ذلك، ظل الفنان الحقيقي هنا يحفر في الصخر، يشكل الوجدان، يزرع المعنى، ويقاوم التسطيح.

لقد اختُزل الفن طويلًا في كونه “وسيلة للترفيه”، وهذه خيانة لفكرته. الفن ليس ديكورًا على هامش الحياة، بل هو أحد أعمدتها، بغيابه تختل الروح، ويتسيد الزيف.

اليوم، ومع كل ما نعيشه من تعقيدات سياسية وأخلاقية، لا نحتاج إلى فنان يساير المزاج، بل إلى فنان يحاكمه، يهزه، يوقظه.
وعليه فإن منحه الأولوية في الرعاية والعمل لتنطلق موهبته في جو من الحرية والانطلاق ضرورة وطنية.

لأن الفنان، في جوهره، هو من يطرح السؤال الكبير حين يسود الصمت:
“أين نحن؟ وكيف وصلنا إلى هنا……

عن Alaa

شاهد أيضاً

امتحان الرياضيات للتوجيهي بين فشل التقدير وضياع العدالة التربوية

  د. أحمد الطهاروة – الأول نيوز –   في صباح يوم الخميس، فوجئ طلبة …