الأول نيوز – قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال أقدمت صباح اليوم الاثنين على استهداف نقطة توزيع مساعدات إنسانية في مخزن “بركس اسليم” بحي الزيتون – منطقة عسقولة، جنوب شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 12 مواطنًا، بينهم عاملون في مجال الإغاثة، وإصابة 32 آخرين بجراح متفاوتة، من بينهم حالات حرجة.
ووفقًا لمعلومات ميدانية موثقة حصلت عليها المؤسسة، فقد أطلقت طائرة حربية إسرائيلية (مسيرة) صاروخًا عند الساعة 11:20 صباحًا باتجاه البركس الذي كان يُستخدم كنقطة تجميع وتوزيع مساعدات إنسانية للمدنيين، وذلك في وقت يعاني فيه قطاع غزة من مستويات كارثية من الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
وأشارت في بيان لها إن هذا الاستهداف المباشر تم رغم معرفة الاحتلال المسبقة بأن الموقع مخصص للأغراض الإنسانية البحتة، وخلوّه التام من أي مظاهر عسكرية.
ورأت مؤسسة الضمير أن هذا الاعتداء يشكل حلقة جديدة في سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض أي جهد لتقديم العون الإنساني لسكان قطاع غزة، ويؤكد استخدام إسرائيل لسلاح التجويع كأداة لإخضاع المدنيين، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة التي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية وتُلزم بحماية العاملين في المجال الإنساني.
وأكدت مؤسسة الضمير أن تكرار استهداف نقاط توزيع المساعدات الإنسانية يرقى إلى جريمة حرب تستوجب المساءلة الدولية، فإنها تعتبر هذا الاستهداف استهتارًا مطلقًا بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال.
وعليه، طالبت مؤسسة الضمير المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالخروج عن حالة الصمت واتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لوضع حد لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان وكفاءة إلى سكان القطاع، ومنع ربط الجوانب الإنسانية بالاعتبارات العسكرية.
ودعت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في فتح تحقيق جدي في هذه الجريمة، باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستدعي المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.