لماذا لم يفقأ العالم عينيه صلاح ابو هنود – مخرج وكاتب

الأول نيوز – في غزة، لا تموت البراءة بصمت، بل تُذبح على مرأى العالم
في غزة تُبث دماء الرضع على الهواء مباشرة.
هناك، لا يُمنح الرضيع فرصة للنوم، ولا للحياة، ولا حتى للبكاء الأخير.
مجازر الرضّع ليست عنوانًا صحفيًا صادمًا، بل واقع يتكرّر كل يوم فيه يُنتشل الأطفال من تحت الأنقاض وقد التصق جلدهم بالحديد المنصهر، وذابت أسماؤهم في دفاتر “الشهداء المجهولين”.
يا عالم ألم ترى الرضّع حين قُتلوا في الحاضنات لأن الكهرباء انقطعت، أو لأن القصف لم يفرّق بين مشفى وملجأ.
آخرون ماتوا جوعًا، لأن الحليب حوصِر معهم.
أيّ عالم هذا الذي يرى الطفل يُقتل ثم يتثاءب؟ أيّ بشر هؤلاء الذين يبررون قصف المهد، ويصفقون للقاتل لأنّه “يدافع عن نفسه”؟ الرضيع لا يطلق نارًا، ولا يملك راية، ولا يعرف معنى الاحتلال. لكن الاحتلال يعرفه، ويعرف أن قتله هو قتل للمستقبل.
غزة اليوم تصرخ ليس فقط لأنها تنزف، بل لأنها تُذبح أمام أبواب الأمم، ولا أحد يفتح.
في كل رضيع يُقتل، يسقط وجه العالم، ويسقط معه قناع الإنسانية.
فلماذا لم يفقأ العالم عينيه ما دام لا يرى موت الأطفال

عن Alaa

شاهد أيضاً

الفوسفات… حين تتحوّل الأرقام إلى قصيدة نجاح

الأول نيوز – د. عبدالمهدي القطامين ثمة أرقام تمرّ في سجلات الاقتصاد مرور السحاب، وأخرى …