باسل رفايعة يكتب… كندة حتر .. تلك بلادنا

باسل رفايعة – الأول نيوز –
“بالله عليك، لا تسألني عن السرطان. هاي معركة واحد فينا بده يفوز، وأنا بحارب مثل ما بتعرفني، خلينا نحكي عن غزة اللي فضحت ألمانيا وأوروبا والعالم، وفضحتنا كلنا. أنا جاهزة لأي شي عشان غزة”.
مكالمة، قبل شهور قليلة، بين مُهاجريْن من مَهْجرين: ألمانيا، وأميركا، كندة حتّر، وأنا، في سياق مشروع لمساعدة الشباب في غزة على إيجاد عمل عن بعد، وكانَ أنْ فزعت، مثلما تفزعُ كندة، لمن يعرف جمالها الإنساني النادر.
قبلها، مكالمة. طلبت أنْ أُرشّح لها صحافيًا من العراق، لشأن يتعلق بعملها في منظمة الشفافية الدولية، وقد كانت مستشارةً إقليمية فيها، بعدما غادرت الصحافة، وتخصّصت في حقوق الإنسان، وفي المجالين، كانت المقاتلة الشجاعة، والإنسانة العذبة.
الصحافية، القائدة بين جيلها في الفريق الحالم المؤسس لصحيفة “الغد” 2004. الشابة المكتظة بالحماسة، تُجادلُ بحدّة إن حذفتَ سطرًا من قصتها الإخبارية: “أي حياد، وأي بطيخ.. الصحافة لازم تكون حرة وتحكي عن وجع الناس”.
كانَ عليّ دائمًا أنْ أفزعَ بالزملاء أسامة الرنتيسي وماجد توبة، ومحمد سويدان، وجهاد المنسي، لإقناع كندة حتر بكتابة خبر، كما هو خبر، وليس مظاهرة بأعلى هتاف. كان علينا أنْ نفهم روحَ المحاربة الشابة، في مهنة لا تستحقّ أدنى جدل وحياد. حرثنا أرضًا وبذرناها وسقيناها، ولم نحصد سوى المُرّارِ والقش، وآلت السنابل إلى الجراد..!.
كندة حتر، تعرفها مظاهرات الدوار الرابع، والشميساني، ووسط البلد. تعرفها الأحزاب، ومجمع النقابات المهنية، وبيوت الفحيص. بنتُ البلد، الأردنيةُ جدًا، الفلسطينيةُ جدّاً. كانت تحبّ لمحمد منير: “أنا قلبي مساكن شعبية” و”لسه الأغاني ممكنة”. ونقشها دائمًا درويشيّ: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
إلى رحمة الله، صديقتي وزميلتي وأختي كندة حتر. بالغ العزاء، وطيب التذكّر لأهلك وأحبتك. زوجك سامي قاقيش وأطفالك سَند ونايا، ووالدك علي حترّ، وشقيقك سيف، ولنا أيضًا.

عن Alaa

شاهد أيضاً

صلاح ابو هنود يكتب…حين وُلد من يحمل اسمي

صلاح ابو هنود – الأول نيوز –    يا ولدي، في اليوم الذي وُلدتَ فيه، …