الأفخم: سعيد بتكريمي في بلدي الثاني الأردن، وحيث يكون المسرح يكون الحب والسلام

الاول نيوز – أعرب المسرحي العربي المهندس محمد سيف الأفخم عن سعادته بتكريمه في بلده الثاني الأردن، ووسط هذه القامات المسرحية العربية المهمة.
وأضاف الأفخم، الذي قدم شكره لفرقة المسرح الحر ومهرجان ليالي المسرح الحر الدولي في دورته الحالية على إصرارهم على أن يكون الشخصية الدولية المكرمة للمهرجان، أن ما قيل بحقه في هذا الحفل المهم هو تقدير وتكريم للحركة المسرحية الإماراتية التي شهدت تطورًا واضحًا ومهمًا في السنوات الأخيرة، بفضل ما يقدم من دعم مستمر من قيادات الدولة وإيمانهم بدور وأهمية المسرح في جسر الفجوة بين الشعوب وتكريس أواصر المحبة بينها.
وأشار الأفخم، في الندوة التكريمية التي أدارها مدير مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي الفنان علي عليان، وتحدث فيها المسرحي السوداني علي مهدي، والمخرجة المسرحية لينا التل من الأردن، والمسرحي عبدالله راشد من الإمارات، إلى أن هناك مقومات للنجاح وأسبابًا للفشل، وأنهم عملوا على البحث عن مقومات النجاح وسعوا لتكريسها وتطويرها في الحالة المسرحية والثقافية الإماراتية. وأكد إيمانهم بأهمية خلق قيادات متجددة، قائلًا: “لا يمكن للقائد أن ينجح وحده، فلا بد أن يكون إنسانًا، حاضرًا، قادرًا على تقييم المواقف وتحقيق الأهداف.”
وتحدث الأفخم عن أهمية الإمارات كدولة تدعم جميع القطاعات، ولعل قطاع الثقافة، وخاصة المسرح، واحد من هذه القطاعات التي حازت اهتمامًا كبيرًا. وأوضح أنهم، لإيمانهم بذلك، بحثوا عن أسباب النجاح، فجاءت فكرة مهرجان الفجيرة للمونودراما التي نقلت الفجيرة ثقافيًا إلى العالم بجهد وإيمان أبنائها، وبالعمل الجماعي الذي أعطى المهرجان استمرارية وحضورًا متواصلًا وشكل انعكاسًا ثقافيًا لتاريخ الفجيرة الثقافي.
كما تحدث عن دور عائلته في تنشئته وتكوينه الثقافي والإنساني ودعمهم لانحيازه للإبداع، وكيف استطاع تطويع عمله الإداري ليكون رافدًا للعمل الإبداعي.

من جهته، أكد المسرحي السوداني علي مهدي على الدور الثقافي والمسرحي الكبير الذي لعبه محمد سيف الأفخم في تقديم المسرح العربي للعالم.
وأوجز السوداني ورقته التي جاءت بعنوان «من الفجيرة إلى العالم: محمد سيف الأفخم ورحلة المسرح العربي نحو العالمية ومسرحة العالم برؤية عربية»، وقدّم من خلالها تعريفًا بجهود مسرحي عربي كبير جسّر الفجوة بين المسرح العربي والمسرح العالمي. وبفضل جهوده اتسعت المشاركة العربية، وأصبح الإنسان العربي أكثر تأثيرًا، وتمكن منذ عام 2008 من تقديم نموذج مهم في إحداث التغيير على جميع الصعد المسرحية.
وأضاف السوداني إلى هذه التجربة المهمة، التي صنعت تحولًا كبيرًا في الحضور المسرحي العربي دوليًا، أن الأفخم كان قد أعد نسخة عربية من كتاب أو تقرير عن المسرح العربي قُدم للمنظمة، وحاز إعجاب الجميع للغته المهمة، وتبع ذلك ترشحه كأول عربي لعضوية (ITI)، وحصوله على أعلى الأصوات.
كما تحدث عن دور الأفخم في تكريس المونودراما عربيًا من خلال مهرجان الفجيرة للمونودراما، وإدخال النص العربي المونودرامي إلى العالم ليصبح حاضرًا في كل المحافل العالمية بفضل جهوده.
وأضاف أنه كتب ورقة تطورت إلى كتاب حول تجربة الأفخم بعنوان «محمد الأفخم بمسافات أقرب» ليكون شاهدًا على عطاء الأفخم وخدمته للفنان العربي واستمراره في تجديد وتنويع فعاليات الهيئة على مدار سنوات إدارته لها. وأشار إلى أن أهم إنجاز كان انعقاد أول اجتماع عام للهيئة الدولية للمسرح في العالم العربي، وتحديدًا في الفجيرة، وهو ما أتاح أفضل وأهم تعديل على نظامها بأن يكون الرئيس لدورتين فقط، وبذلك خرج الأفخم من الرئاسة. وكان التكريم الحقيقي حين وقف ألف فنان ليقولوا “نعم” لمحمد الأفخم رئيسًا فخريًا للهيئة الدولية للمسرح.

من جهتها، تحدثت مديرة مركز الفنون الأدائية، عضو المجلس التنفيذي للـ ITI، المخرجة المسرحية لينا التل، تحت عنوان «سفير السلام: محمد سيف الأفخم صوت المسرح العربي في المشهد الثقافي الدولي»، عن أهمية تكريم هذه الشخصية المسرحية الدولية من خلال مهرجان ليالي المسرح الحر، لتميز الأفخم عربيًا وعالميًا بانحيازه وشغفه بالمسرح رغم عدم دراسته له.
وأشارت إلى أن دراسة الهندسة أكسبته فكرًا تحليليًا ووعيًا نقديًا جعلاه يصنع مع رفاقه من مهرجان الفجيرة مهرجانًا حاضرًا ومهمًا للتعريف بالمونودراما العربية، وكان سببًا في تعريف العالم بالمسرح العربي، وجعل المهرجان منصة دولية للتعريف بالمسرحيين العرب.
وأضافت التل أن الأفخم شخصية قيادية ومبدعة تحترم جميع الثقافات، وتحترم المسرح العربي بكل تجلياته وتنوعه. وبيّنت أن حضوره للكونغرس العالمي للمسرح أسهم بشكل مهم في إبراز المسرح العربي، خاصة من خلال المشاركة في أفضل الممارسات المسرحية في العالم عبر الـ ITI.
كما تحدثت التل عن دور الأفخم في دعمها لتكون أول امرأة عربية عضوًا في المجلس التنفيذي للـ ITI، مشيرة إلى تشجيعه الكبير لها ودعمه لترشحها، مما مثّل انطلاقة للمرأة العربية في هذا المجال، وعلى مستوى صنع القرار، وأسهم في اتساع حضور المرأة العربية لاحقًا. وأكدت أن وجود الأفخم في هذه المؤسسة منح الصوت العربي حضورًا وتأثيرًا مهمًا في المسرح العالمي.
وأشارت التل إلى أهمية مهرجان الفجيرة في الترويج للثقافة الإماراتية وأهميتها القيمية والأخلاقية والإنسانية، مؤكدة أن بصمات الأفخم في تأسيس هذا المهرجان واضحة وستبقى، وهو ما يعبر عن شغف القيادات الإماراتية بتفعيل دور الفن والثقافة في الترويج للدولة.

من جهته، أكد الممثل المسرحي عبدالله راشد، أحد مؤسسي مهرجان المونودراما في الفجيرة، أن محمد الأفخم كان رقمًا مهمًا في صناعة المسرح والثقافة المسرحية في الفجيرة، بسبب شغفه المبكر بهذا الفن الإنساني.
راشد، الذي بارك لفرقة المسرح الحر يوبيلها الفضي، تحدث عن مرحلة النشأة والبدايات التي رافق فيها الأفخم منذ تكوينه الأول، وانطلاقهم من حي المهلب، وبدايات الحلم من أوبريتات مدرسية إلى مسرح دبا الفجيرة وتأسيس هذه النواة الأولى التي أصبحت علامة فارقة في المسرح الإماراتي وأهميتها في تخريج العديد من المسرحيين لاحقًا.
وأشار راشد إلى التكوين الفكري الأول للأفخم في بيت أسرته، الذي كان يحتوي على صورة “يس” وصورة عبد الناصر، ولم يكن يسمع فيه إلا صوت القرآن وصوت أم كلثوم، وهو البيت الذي بدأت فيه الاجتماعات الأولى لتأسيس فرقة مسرح دبا. وذكر أن الأفخم ابتعد قليلًا بسبب الدراسة في أمريكا لمدة ست سنوات، لكن الانقطاع كان يتخلله حضور في فترات الإجازات الدراسية، حيث كانوا ينتظرون الصيف ليعود الأفخم وينخرط معهم في ترتيب أوضاع المسرح وتأسيس الفرقة.
وتحدث راشد عن البدايات العربية للأفخم عندما قاد وفد المسرح الإماراتي إلى الأردن عام 1999، وفي عام 2000 حيث قدموا عرض “الحفار”، وبدأوا التعرف على الشخصيات المسرحية العربية، وكان ذلك قبل تولي أي هيئة مسرحية عالمية. وذكر أن الأفخم هو من ألقى كلمة الوفود العربية آنذاك، وكان متقدًا في حضوره ويحمل شغفًا كبيرًا.
كما أشار إلى فكرة تأسيس مهرجان المونودراما في الفجيرة ولحظة اتخاذ القرار، وكان الأفخم هو المحرك الرئيسي وصاحب العلاقات مع الحالة المسرحية العربية، ثم جرى تعيينه نائبًا لرئيس هيئة الفجيرة ومديرًا لها، قبل انتقاله إلى بلدية الفجيرة، وهو ما كان مهمًا في دعم المسرح والثقافة في الفجيرة والإمارات عمومًا.
وأضاف راشد أن الأفخم كان سببًا في حصول بلدية الفجيرة على العديد من الجوائز المهمة، وأن وجوده في هيئات ومؤسسات اقتصادية عدة انعكس إيجابًا على دعم مهرجان الفجيرة وتطوره واستمراره.

من جهة أخرى، قدم العديد من الحضور مداخلات مهمة أثرت الحوار حول تجربة الأفخم.
أشار الفنان أسعد خليفة إلى أهمية البحث عن نقاط التقاء، وقال إن هذا اليوم يذكرنا بأيام الفجيرة الجميلة، وتحدث عن العلاقة بين الفجيرة وعمّان انطلاقًا من برامج إذاعية ودرامية ووثائقية تؤكد حب الأردنيين للفجيرة، مشبهًا الفجيرة وعمّان بنخلتين صنوان انبثقتا من جذر واحد، منوهًا بما قدمه في تاريخ العلاقة الثقافية والفنية بين البلدين.
وقال الكاتب يحيى صافي: “اليوم اكتشفنا أن لقب الأفخم هو سمة وليس اسم عائلة، فهو رجل قدّم بشكل لافت المسرح العربي إلى العالم.”
وأشار المدير التنفيذي السابق لمهرجان الفجيرة إبراهيم علان، الذي عمل برفقة الأفخم، إلى تجربة مهمة لمشاركة الفجيرة في مهرجان حوض البحر المتوسط، وكيف حاز العرض إعجاب الجميع، وكان بداية انطلاقة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، مبينًا أن الهدف الأول كان وضع الفجيرة على خارطة العالم الثقافي، وهو الشعار الذي أطلقه الأفخم ليكون عنوانًا للثقة في المهرجان لاحقًا. وتحدث عن تجربة تأسيس مهرجان الفجيرة للربابة التي جاءت بدعم من الأفخم.
أما الفنان زهير النوباني، فتحدث عن لقائه الأول بالأفخم وتجربة المونودراما، مستشهدًا بالمقولة: “احلم بما تشاء وستجد العالم معك”، وقال إن الأفخم كان يترجم هذه المقولة. وتحدث عن حلم مهرجان الفجيرة خاصة بوجود الإيمان والتصميم بمهرجان صغير ليكون نموذجًا عالميًا، مشيدًا بأهمية البلديات في دعم الثقافة، معتبرًا أن وجود الأفخم في البلدية أعطاه القوة لدعم الثقافة.
ودعا الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله، رئيس الهيئة العربية للمسرح، الحضور إلى الوقوف والتصفيق لتجربة الأفخم اقتداء بوقوف ألف فنان عالمي وتصفيقهم له في كونغرس الهيئة العالمية للمسرح.
وختم الفنان المسرحي غنام غنام بتذكير الحضور بأهمية التجربة المسرحية الإماراتية، وأهمية الأسماء الكبيرة التي كانت حاضرة في تكوينها والتأسيس لها، وقدرة المسرحيين الإماراتيين على التفاعل مع هذه القامات وصناعة مسرح إماراتي يحظى بحضور عربي لافت.

عن Alaa

شاهد أيضاً

الشاب محمود حازم السلمان في ذمة الله

الأول نيوز – إنتقل إلى رحمه الله تعالى الشاب المأسوف على شبابه عن عمر ناهز …