الدكتور المحامي احمد الطهاروة – الأول نيوز –
في خطوة إنسانية بالغة الأهمية، أعاد الأردن فتح “شريان الحياة” لقطاع غزة، مقدمًا بصيص أمل في ظل الظروف القاسية التي يعيشها القطاع المنكوب. هذه المبادرة الأردنية تأتي لتؤكد الدور المحوري للمملكة في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
لقد عانى قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، من حصار خانق أثر على كافة جوانب الحياة، من الصحة والغذاء إلى البنية التحتية والتعليم. ومع تدهور الأوضاع الإنسانية، باتت الحاجة ماسة إلى تدخلات سريعة وفعالة تضمن وصول المساعدات الأساسية للمتضررين. هنا، يبرز الدور الأردني كلاعب رئيسي في الجهود الإغاثية، حيث لم يدخر جهدًا في تقديم يد العون.
إن إعادة فتح هذا الشريان الحيوي تعني تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، بما في ذلك المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والوقود، وغيرها من الضروريات الملحة. هذا التدفق المنتظم للمساعدات سيساهم بشكل كبير في إنقاذ الأرواح، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتخفيف الضغط الهائل على المستشفيات والمنشآت الخدمية التي تعاني من نقص حاد في الموارد.
تعتبر هذه الخطوة بمثابة تأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والتزامه بدعم الأشقاء في غزة. فلطالما كان الأردن في طليعة الدول التي تقدم الدعم والإغاثة للفلسطينيين، سواء عبر القوافل البرية أو الجسور الجوية، أو من خلال دوره الفاعل في المحافل الدولية للضغط من أجل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
إن إعادة فتح “شريان الحياة” ليس مجرد عملية لوجستية لنقل المساعدات؛ بل هو رسالة تضامن قوية من الشعب الأردني إلى أشقائه في غزة، تؤكد أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التحديات. إنه تعبير عن الأخوة الصادقة، وعن الإيمان الراسخ بضرورة رفع الحصار عن غزة وتمكين أهلها من العيش بكرامة.
في الختام، تبقى هذه المبادرة الأردنية إنجازًا إنسانيًا يستحق التقدير، وتجسيدًا حيًا للدور الريادي الذي يلعبه الأردن في المنطقة. ومع استمرار الجهود الأردنية، يبقى الأمل معقودًا على أن تساهم هذه الخطوات في تحقيق انفراجة حقيقية على الأرض، وتخفيف المعاناة عن أهالي غزة، وصولًا إلى مستقبل ينعمون فيه بالسلام والأمان.