تضليل وتحريض يستهدف الأردن

الأول نيوز – المحامي الدكتور أحمد ناصر الطهاروه إن التحريض الذي تمارسه جماعات مرتزقة ليس مجرد انتقاد، بل هو محاولة منظمة لإيهام الرأي العام بأن الأردن هو المسؤول عن معاناة أهل غزة. هذه الحملات المضللة هي ما يدفع ببعض الأفراد للقيام بأعمال فوضى أمام السفارات الأردنية، متناسين الدور التاريخي والحقيقي للأردن في دعم القضية الفلسطينية. يهدف هؤلاء إلى خلق انقسام بين القيادة والشعب، وهي لعبة قذرة لا تخدم إلا أجندات خارجية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
إن من يمارسون هذا التحريض يدركون جيداً أن الأردن، بجميع أطيافه، شعباً وحكومة، لم يتوانَ يوماً عن تقديم كل ما بوسعه لنصرة فلسطين. لقد قدم الأردنيون دماء أبنائهم في ميادين الدفاع، ودعموا القضية بأموالهم، واتخذوا مواقف سياسية ثابتة وواضحة، حتى وإن كلفتهم هذه المواقف الكثير. هذا الدعم لم يكن مجرد شعارات، بل كان ولا يزال ترجمة حقيقية لالتزام تاريخي عميق.
وخير دليل على هذا الالتزام هو الجسر الجوي للمساعدات الإنسانية الذي لم يتوقف. فطائرات المساعدات الأردنية تصل بانتظام إلى أهلنا في غزة، وآخرها كان بالأمس برفقة وفد من مجلس الأعيان برئاسة معالي العين محمد داودية. هذه القوافل الإغاثية المستمرة هي برهان عملي على أن مواقف الأردن ليست مجرد كلام، بل هي أفعال ملموسة تنبع من واجب أخوي وإنساني لا يتزعزع.
في الوقت الذي تقف فيه قوى إقليمية ودولية عظمى -بعضها ساهم في تأجيج الصراع، وبعضها الآخر اكتفى بالمشاهدة- عاجزة ومستسلمة، بل وصامتة أمام اختلال موازين القوى، يتساءل المرء: ما هو المطلوب تحديداً من الأردن؟ يتبجح أصحاب منصات التواصل الاجتماعي بمواقف بطولية بينما تتجاهل الدول الكبرى مسؤولياتها. إن توجيه النيران نحو الأردن، وهو حليف وصديق، بدلاً من توجيهها نحو العدو الحقيقي، يكشف عن وجود أيادٍ خبيثة تسعى لقلب الحقائق وتغيير وجهة البوصلة. هذه المحاولات الماكرة لا تخدم سوى أعداء القضية، وتؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها.
إن محاولة فصل القيادة عن الشعب الأردني هي مخطط بائس يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية، بينما التاريخ يشهد على وحدة الأردن في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية. إن الأردن سيظل، قيادة وشعباً، السند الحقيقي والعمق الاستراتيجي لفلسطين، مهما اشتدت حملات التضليل والتحريض.

 

عن Alaa

شاهد أيضاً

كيف يغادر المرء عمان؟

الأول نيوز – الشاعر اللبناني مهدي منصور/ باريس من أمام باب الطائرة، أسأل نفسي كيف …