الأردنيون عُروة وُثقى في الأمن الوطني

 

د. حسين سالم السرحان – الأول نيوز –

 

في عمق الجغرافيا الأردنية وتضاريسها المتنوعة، يقف الشعب الأردني ليس فقط كمُكوّن سكاني، بل كركيزة صلبة من ركائز الأمن الوطني، ورافعة أساسية في صون الاستقرار وحماية الدولة.

فهذا الشعب، بكل ما يحمله من تنوّع عشائري وقبلي، ومن عمقٍ أسريٍّ ومجتمعيٍّ متجذّر في البوادي والأرياف والمخيمات والمدن، أثبت على مدار العقود أن الانتماء للوطن وللقيادة الهاشمية ليس شعارًا، بل عقيدة راسخة لا تهزّها الرياح ولا تغيّرها الظروف.

العشائر والقبائل والأسر والعائلات، وحتى الأفراد، هم شركاء حقيقيون في منظومة الأمن الوطني، وحماية الدولة، والدفاع عن الوطن. لا على الهامش، بل في عمق المعادلة.

فالأردن لم يكن يومًا دولةً تتكئ فقط على أجهزتها الأمنية والعسكرية – على ما لها من قوة واقتدار وحضور في الوجدان الوطني – بل على وحدة متماسكة بين القيادة والشعب؛ وحدة تشبه العُروة الوُثقى، لا انفصام لها.

هذه العلاقة الخصوصية بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني لم تُختبر فقط في أوقات الرخاء، بل في المِلمّات والمحن، فكانت دائمًا صلبة، متماسكة، مترسّخة.

تراكمت عبر الأجيال، وثبَتَت في المواقف الكبرى، ولم تَخِلّ أو تَخْتَلّ يومًا. فمنذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا، ظلّت تلك العلاقة، القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والولاء المتجذّر، حجر الأساس في استقرار الأردن.

إن الأمن الوطني لا يُصان بالقوة وحدها، بل بالإيمان الجمعي للدولة ومواطنيها بأن هذا الوطن يستحق الدفاع عنه، وهذا ما يُشكّل الخصوصية الأردنية الفريدة.

فلا خوف على وطنٍ شعبه هو سنده الأول، ومحبّته لقيادته تشكّل الدرع الذي لا يُخترق.

وفي هذا السياق، يأتي قرار إعادة خدمة العلم، بتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم – حفظه الله – كتأكيد عملي على أهمية تمكين الشباب الأردني، لا فقط بالمهارات العسكرية والانضباط، بل بزرع روح الجندية في نفوسهم، وتعزيز الإحساس بالمسؤولية والواجب تجاه الوطن.

فكل شاب أردني يُهَيَّأ ليكون مقاتلًا في حبّ الوطن، وجنديًا في الميدان إن اقتضى الواجب.

إن إعادة خدمة العلم ليست مجرد برنامج تدريبي، بل رسالة وطنية تعيد بناء المفهوم العميق للانتماء والانضباط والولاء، وتُؤسّس لجيل أكثر وعيًا بدوره، وأكثر إدراكًا لأهمية الدفاع عن الوطن، أمنيًا واجتماعيًا وفكريًا.

إن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وشعبه الوفي، وعشائره وأُسرِه وأفراده، سيبقى نموذجًا فريدًا في التماسك الوطني.

وطن لا تُرعبه التحديات، ولا تفتّ في عضده الأزمات، لأنه يقوم على أساس متين من وحدة صادقة، لا تصنعها الشعارات، بل تصقلها التجارب، وتؤكدها المواقف.

ولا خوف على وطن، شعبه وقيادته على قلب رجل واحد.

حمى الله مملكتنا المتينة الراسخة.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الذكاء الاصطناعي والترويج للسياحة

   الأول نيوز – د. مارسيل جوينات لم يعد الذكاء الاصطناعي بعيدا عن أهدافنا اليومية …