*مشروع الملعب الجديد … محرك للتمكين المهني وشراكة وطنية لا غنى عنها*

الاول نيوز –  المهندس شاكر خليف –

 

يمثل مشروع الملعب الدولي، الذي أعلنت الحكومة عنه ضمن مدينة رياضية متكاملة في “المدينة الجديدة”، أكثر من مجرد منشأة رياضية؛ إنه يجسد فرصة وطنية استثنائية لفتح آفاق واسعة لتمكين المهندسين الأردنيين فهذا المشروع الضخم الذي يهدف إلى استيعاب جزء من التوسع الحضري المتسارع للعاصمة عمان ومدينة الزرقاء وتوفير بدائل سكنية أفضل، يعد محفزًا رئيسيًا للاستثمار في البنية التحتية الذكية والسياحة الرياضية.
إن الأثر الأبرز لهذا المشروع يكمن في قدرته على خلق شراكة حقيقية بين الحكومة ونقابة المهندسين، شراكة تتجاوز المشاركة الشكلية لتصبح ركيزة أساسية للتنمية فمن خلال هذه المشاريع الكبرى، يمكن تنشيط الاقتصاد المحلي بشكل هائل ليس فقط عبر عقود البناء والتشييد ولكن أيضًا من خلال الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية والسياحة الرياضية التي ستزدهر حول هذه المنشآت و هذا بدوره سيخلق طلبًا متزايدًا على الخبرات الهندسية في مختلف التخصصات، مما يساهم في توفير فرص عمل مستدامة للمهندسين حديثي التخرج وذوي الخبرة على حد سواء، ويعزز من قدراتهم المهنية والابتكارية.

*نقابة المهندسين … بيت الخبرة الوطني بين الإمكان والتحدي*

لطالما مثّلت نقابة المهندسين الأردنيين بيت الخبرة الوطني العريق في مجالات التخطيط، التصميم، الرقابة الهندسية، والتطوير المهني ، فهي تضم آلاف الكفاءات المتخصصة في مختلف التخصصات الهندسية القادرة على تقديم دراسات و مراجعات ومقترحات مبتكرة ترتقي بجودة المشاريع وتضمن مواءمتها للمعايير الدولية ، إلا أنه ورغم هذا الرصيد المهني الهائل يُلاحظ غياب لدور النقابة في مشاريع استراتيجية كبرى، ومنها مشروع الملعب الدولي الجديد ويعود ذلك إلى عدة أسباب أبرزها غياب منهجية تشاركية واضحة في تخطيط المشاريع الوطنية، حيث تُدار غالبًا هذه المشاريع عبر لجان حكومية أو شركات دون إشراك النقابات المهنية بشكل مؤسسي.
يضاف إلى ذلك غياب الإطار التشريعي الملزم الذي يضمن مشاركة النقابات في المراجعة الفاعلة لهذه المشاريع، مما يؤدي إلى اختزال دورها في التصريحات الإعلامية دون تمكينها من التأثير الفعلي في القرارات الفنية أو التشغيلية.

*نحو شراكة مؤسسية حقيقية … تمكين المهندس الأردني*

إن هذا الواقع يستدعي بالضرورة إعادة هندسة العلاقة مع الحكومة، وإعادة تعريف دور النقابة كشريك استراتيجي لا غنى عنه بحيث تنتقل العلاقة من مجرد استشارية إلى شراكة مؤسسية حقيقية، تساهم بفاعلية في تمكين المهندسين الأردنيين و هذه الشراكة هي الضمانة الحقيقية لتمكين المهندس الأردني، وتحديدًا الشباب منهم من المساهمة الفاعلة في بناء الوطن ، فمن خلال إشراكهم في مراحل التخطيط والتنفيذ، سيتمكنون من تطبيق معارفهم وتطوير مهاراتهم واكتساب الخبرات اللازمة التي تؤهلهم لقيادة المشاريع المستقبلية ، كما أن هذه الشراكة ستوفر بيئة عمل محفزة، تعزز من الإبداع والابتكار، وتضمن أن تكون الكفاءات الهندسية الأردنية في صميم عملية التنمية.
إن إعادة الاعتبار لدور النقابة ضرورة وطنية ملحة لضمان أن تكون المشاريع الكبرى انعكاسًا حقيقيًا للخبرات الأردنية، ولتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع المهني و هذا النهج التشاركي سيعزز الثقة المتبادلة بين القطاعين العام والخاص، ويكرس مبدأ الشراكة التنموية كركيزة أساسية لبناء مستقبل الأردن.

*دعوة وطنية: المهندس الأردني في قلب الإنجاز ومستقبل الشباب*

هذه دعوة صريحة لأصحاب القرار لاغتنام هذه الفرصة التاريخية إذ يجب أن نحول هذا المشروع الوطني الطموح إلى منصة حقيقية للتمكين وإطلاق طاقات الشباب ليكون نموذجا يحتذى به لشراكة وطنية حقيقية تضمن أن تكون الكفاءات الهندسية الأردنية في صميم عملية التنمية فبناء أردن أقوى وأكثر ازدهارًا يتطلب تضافر الجهود، حيث يعمل الجميع معًا، يدًا بيد ليكون المهندس الأردني وخاصة الشاب في صميم كل إنجاز وطني.

صورة تخيلية للملعب

عن Alaa

شاهد أيضاً

نزع سلاح المقاومة العربية

الأول نيوز – شفيق عبيدات – يسعى الكيان الصهيوني والادارة الاميركية لنزع سلاح المقاومة العربية …