الأول نيوز – قمر النابلسي
لمن البسطات المنتشرة في عمان ؟ الفوضى التي أحدثتها البسطات وشوّهت وجه عمان الجميل كان على مرأى من أمانة عمان الكبرى على مدى سنين طويلة لماذا السكوت عنها, عندما وجد أصحاب هذه البسطات أن أمانة عمان تعمل بمزاجية فيوماً تلاحق البسطات وفي الأشهر التي تليها تتركها على حالها ,تكاثرت وتغولت وأصبحت قوة لا يستهان بها , وشجعت موظفين وأصحاب مخابر وأفران وأصحاب محلات على نشر العديد من البسطات أمام المساجد والمستشفيات والأسواق التجارية وتسليمها في أغلب الأحيان لأحداث – حتى لا يخضع للتوقيف إذا ما تم ضبط البسطة – وطبعاً ذلك على حساب أصحاب المحلات والمطاعم مما أدى إلى خسارة وإغلاق عدد كبير منها , ونظرة على سوق جبل الحسين كمثال لا الحصر وعدد المحلات التي أغلقت أبوابها وخسر اصحابها نتيجة العدد الكبير من البسطات أمام محالهم والتي تبيع نفس البضاعة حتى لو لم تكن بنفس الجودة لكن بسعر أقل , فصاحب البسطة لا يدفع ايجاراً ولا مسقفات ولا ترخيص ولا أجرة عامل , قد يقول قائل أن الأوضاع الاقتصادية صعبة وفرص العمل قليلة إن لم تكن معدومة (وخلي هالناس تترزق) صحيح ولكن كما نتعاطف مع أصحاب البسطات ومع عدم قطع الأرزاق , ألا نلتفت لأصحاب المحلات ,أصحاب المطاعم الصغيرة ,الأسواق التجارية التي أصبح بعضها كمدينة أشباح ؟ الأصل هو التنظيم وهذا دور أمانة عمان وهذا واجبها تنظيم المدينة وإيجاد الحلول المبتكرة .
قبل ما يزيد عن عام ونصف العام أعلن أمين عمان أن الأمانة تتعامل مع البسطات بحزم وأن الأمانة بصدد إقامة عشرة أسواق شعبية بمختلف مناطق العاصمة لتكون تجمعاً للبسطات وبالتالي حل هذه المعضلة , طبعاً إلى اليوم لم نَرَ هذه الأسواق ,والسؤال كيف تم أو سيتم اختيار هذه الأسواق وهل مواصفاتها والخدمات المتوفرة ستجذب أصحاب البسطات فعلاً ؟ أم سيتم كالعادة اتخاذ القرارات دون دراسة أو دون مشاركة أصحاب الشأن وبالتالي يفشل المشروع وخسارة آلاف الدنانير هذا إذا تم تطبيقه , خلال العامين الماضيين تابعت موضوع سوق الحسين الشعبي القائم على شارع الأردن – ليس ضمن منطقتي – لكن كل عمان منطقتي وحبة عيني , ومن خلال زيارات ميدانية ولقاء مع أصحاب المحلات والذين اشتكوا مرّ الشكوى من وضع السوق والإهمال وسوء وضع النظافة داخل السوق وخارجه والانارة, حيث كانت نسبة إشغال المحلات لا تتجاوز 20% من مساحة السوق , قدمت اقتراحات لإعادة إحياء المكان لأن السوق (هنجر) موجود فعلياً لكن بحاجة الى صيانة من طراشة ودهان وصيانة للكهرباء ونظافة حول السوق ,وتم وضع اقتراح قابل للتطبيق لتوفير كراج لعدد جيد من السيارات لمرتادي السوق وتم التواصل مع دائرة هندسة المرور لتسهيل الدخول للسوق من الشارع الرئيسي , وبالتالي تقديم نموذج لسوق شعبي نموذجي ومشروع تنمية مستدامة سيعيل عشرات الأسر ويجمع العديد من أصحاب البسطات كما تم التصريح بالخصوص, وبين وعود وزيارات تفقدية وكتابة تقارير بالمطلوب ومحاولة تخصيص ميزانية للصيانة ومتابعة , والنتيجة لا نتيجة , حتى حصل حريق في السوق بشهر تموز من هذا العام نتيجة تماس كهربائي قضى على البقية الباقية من السوق , من يتابع تطبيق الوعود والتصريحات ؟
وكما قال المثل ((الحكي ما عليه جمرك)) .
عمان حقك علينا..
وللحديث بقية..