أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – منذ أن جاء اسم الأسير الفلسطيني القائد مروان البرغوثي على لسان الرئيس الأميركي ترامب وأنه سيفرج عنه الأسبوع المقبل ليكون له دور في المرحلة المقبلة، بدأت التوقعات بأن “خليفة عرفات” سيحتل موقعا متقدما في القيادة الفلسطينية التي هرمت كثيرا، وأصبحت خارج الرضا، فلا هي “مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير”.
شخصيا؛ بتواضع شديد، لا أعتقد أن القيادة المتطرفة في الكيان المحتل ستسمح بالإفراج عن البرغوثي، وقد لا يعيد الرئيس الأميركي التصريح والمطالبة بالبرغوثي مرة أخرى.
التعاطي مع الموضوع الفلسطيني سياسيًا، والاشتباك مع الإسلام السياسي، لا يختلفان عن حمل كيس فحم على الكتف، فمهما حاول الحامل تجنب “الشحبار” اسودت رقبته بلا ريب.
في الموضوع الفلسطيني، إذا انتقدتَ حماس فأنت ضد المقاومة، ومع “الزمرة في مقاطعة رام الله”، وبالتالي فأنت مع فتح، وإذا كان الانتقاد لفتح والسلطة وأبي مازن، فأنت مع ما تبقى من “ملالي غزة” وأجندات الحية ومشعل.
لكن ما علينا.. فكلما تم تضييق الخيارات في وجه الفلسطينيين، بعد الشلل الذي أصاب السلطة، والإبادة “القنبلة النووية على رأي كوشنير” التي تعرضت لها من قبل الكيان الغاصب، ترتفع أسهم القيادي مروان البرغوثي، الذي حكمت عليه محكمة إسرائيلية في عام 2004 بالسجن مدى الحياة، بعد عامين على اعتقاله، وكان للجاسوس ابن القيادي في حماس حسن يوسف دور في اعتقاله، بتهمة ضلوعه في قتل إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
البرغوثي، الذي يصفه الفلسطينيون بأنه “نابليون فلسطين”، نسبة إلى قِصَر قامته، وذكائه السياسي الحاد وطموحه الكبير، شارك في كثير من مؤتمرات السلام التي انعقدت بين أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ونظرائهم الإسرائيليين، بعد اتفاقات أوسلو التي سمحت له بالعودة بعد أن كان مبعدا إلى الأردن، حيث أمضى فيها سبع سنوات حتى عام 1994.
اشتهر البرغوثي بقوله: إن الفلسطينيين “جرّبوا سبع سنوات من الانتفاضة بلا مفاوضات، ثم جرّبوا سبع سنوات من المفاوضات بلا انتفاضة، وربما عليهم أن يجربوا الاثنتين معا”، كما أكد أكثر من مرة أنه يعارض قتل المدنيين الإسرائيليين، لكنه يرفض إلقاء السلاح من جانب واحد.
البرغوثي الذي يتمتع بشعبية لا مثيل لها في الأراضي الفلسطينية، كان قد فاز بعضوية المجلس التشريعي للمرة الثانية وهو داخل السجن، وسحب ترشحه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية محافظة على الوحدة، برغم أن استطلاعات الرأي كانت تصب في مصلحته.
كما لعب دورا محوريا، من سجنه، لتوحيد الفصائل الفلسطينية في عام 2006، ويحج إليه مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون للحصول على دعمه لمبادراتهم السياسية بسبب شعبيته الطاغية في الأوساط الفلسطينية.
كلما يضيق الخناق على الفلسطينيين اكثر، يتوسع الحديث عن تأييد حكومات أوروبية وعربية لإطلاق سراح البرغوثي ليسهم في توحيد الفلسطينيين.
لقد ملّ الفلسطينيون والعرب والعالم مظاهر الشقاق الفلسطيني، وبات الانقسام أمرا يُعطّل كل شيء، ويتحمل المسؤولية عن حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون.
الدايم الله…