الأول نيوز – في ليلة تاريخية شهدها العالم، صدح صوت من قلب حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ليعيد إلى الأذهان أن مصر هي مهد الحضارة وأصل القوانين والفنون التي شكلت وجدان الإنسانية.
في فقرة مؤثرة، وقفت سيدة ترتدي ثوباً أبيضاً لامعاً لتلقي كلمة بليغة، استهلتها بكلمة “مصر”، ثم قالت: “هنا اتكتب أول قوانين البشر، قانون ماعت، دستور العدل”. واستعرضت المبادئ الأساسية لهذا القانون الخالد: “ما تقتلش، ما تسرقش، ما تخونش، ما تخلفش وعد، احمي الأرض والزرع، وراعي حقوق المرأة.
وأكدت الكلمة على ريادة مصر في تنظيم المجتمع وتأسيس أول دولة بمفهومها الحديث، حيث أشارت إلى أنه “هنا اتكتبت أول وثيقة زواج، دولة بمعنى الدولة”.
ولم تقتصر مساهمات الحضارة المصرية على القانون فحسب، بل امتدت لتشمل كافة مناحي الحياة والعلوم والفنون، وهو ما لخصته الكلمات التالية: “هنا اتقسمت السنة 365 يوم، واتقاس النيل واتزرع الخير في النفوس. هنا الهارب عزف، والعطر اتصنع، والكحل زين العيون، والطبيب سمع النبض وشفى الجسد والنفس، والفن رسم الروح على الجدران”.
جاءت هذه الكلمات ضمن العرض الفني الأسطوري الذي أقيم بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة وزعماء من مختلف أنحاء العالم. وقد لاقت الفقرة تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذين استمعوا في إنصات لهذه التذكرة بفجر الحضارة الإنسانية على أرض مصر.
يعكس هذا المقطع من الحفل الرسالة الأعمق لافتتاح المتحف، والتي تتجاوز كونه مجرد صرح معماري يضم كنوزاً أثرية، ليكون منارة ثقافية تذكر العالم بأن القيم الإنسانية النبيلة من عدل وفن وعلم وجمال، انطلقت من هنا، من على ضفاف النيل.
