محمد داودية – الأول نيوز –
لبّيت دعوة لجنة العمل الوطني في مجمع النقابات المهنية بمدينة إربد، للحديث عن سبل “تعزيز الجبهة الداخلية ومخاطر الإحتلال التوسعية”.
تحتل إربد في ذاكرتي وقلبي مساحة شاسعة باتساع ذراعيها المفتوحين وقلبها الأبيض ووجهها الحوراني الجميل.
كانت إربد “المقصد الثقافي” لمثقفي المفرق في منتصف ستينات وسبعينات القرن الماضي، حيث كنا نلتقي يحيى يخلف ونواف أبو الهيجا وإدوارد حداد ومحمود عيسى موسى وناجح الخطيب ونواف عبابنة، ونشتري الكتب الثمينة، رخيصة السعر من كشك الزرعيني !!
كانت الثقافة سياسة، وكانت السياسة ثقافة، التحديات الهائلة التي حطت على شعبنا العربي، كانت تحط على رؤوسنا الفتية وقلوبنا الغضة وعزائمنا الثورية !!
كانت المفرق تمور بالحركات السياسية: القومية والبعثية والشيوعية والتحريرية، وبالشباب المحرور على المهانات التي لحقت بأمته:
الفيلسوف فايز محمود، فخري قعوار، ميشيل النمري، عيسى بطارسة، سرحان النمري، سمير نواف الدخيل (سمير إسحق)، محمود كساب- العرّاب …
ما جرى في ندوة إربد، التي تحدثت فيها مع سياسيين ونقابيين وأكاديميين ومثقفين وجنرالات متقاعدين، لا يختلف في عمقه وحرارته، عما دار في الندوة التي استضفنا فيها الزعيم السياسي اليساري نايف حواتمة في سينما بغداد بالمفرق عام 1969، وعن الندوة التي استضاف فيها منتدى الحموري الأرطبون البارز دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، قبل أسابيع.
العناوين هي هي: الأردن، فلسطين، الأمة، الكيان التوسعي الإسرائيلي، كما هي كتاباتنا وكتبنا العربية التي تقوم على 28 حرفًا، لا نفعل سوى تغيير مواقعها وإنتاج كلمات لا ينضب إنتاجها إلى الأبد !!
وأظنني كنت دقيقًا عندما كتبت وقلت ان إسرائيل= الحرب، وانها تساوي الفقر، وتساوي الموت.
سأظل استشهد بدراسة جامعة تل أبيب التي خلاصتها أن دخل كل إسرائيلي سيرتفع 26% لو حل السلام في المنطقة !!
ومفهوم المخالفة هو ارتفاع دخل كل فلسطيني وأردني ومصري وسوري ولبناني، نسبة تزيد على، أو تقل عن، 26% برقم بسيط !!
وزير المالية، عبدالحكيم الشبلي قال في مجلس النواب مؤخرًا إن من المتوقع أن ينمو
الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة نحو 2.9% عام 2026.
كيف سيكون النمو في بلادنا لو ان دراسة جامعة تل أبيب تحققت ؟!
نحن في هذا الوطن العربي الصغير، نقتطع من مخصصات التنمية والصحة والتعليم والمياه والطاقة والرفاه والتشغيل والمشاريع، نوجهها إلى متطلبات الأمن والدفاع، كي نتمكن من الوقوف في وجه كيان التوسع الإسرائيلي، الذي يؤذينا ويؤذي نفسه بدرجة مماثلة !!
* (الدستور)