أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – يستحق الفلسطينون قيادة جديدة بعد انغلاق الأفق أمام مشروعهم الوطني، فلا السلطة الوطنية برئاسة الرئيس محمود عباس خلال أكثر من 30 عاما من التفاوض استطاعت أن تحقق شيئا من حقوق الشعب الفلسطيني، لا بل تراجعت الأوضاع العامة وتم التضييق على أحوال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وارتفعت أسهم التهجير في السياسات الصهيونية، بعد أن تضاعفت عشرات المرات مساحات المستعمرات وسطوة قطعان المستوطنين.
والخليفة المنتظر للرئيس الفلسطيني لا يحظى بقبول وطني وشعبي، والمتوقع منه أن يسير على النهج ذاته إن لم يكن بتنازلات أكثر، وهذا لن يحقق شيئا في المشروع الوطني الفلسطيني.
وحماس؛ بعد ستة حروب خاضتها بعد سيطرتها على قطاع غزة، وتكريس الانقسام الفلسطيني، ولا أمل في المصالحة يوما ما، وبعد الطوفان الذي قررته في 7 أكتوبر، أعادت فيه بفعل الوحشية الصهيونية والإبادة التي مارسها جيش الاحتلال قطاع غزة 100 عام إلى الوراء بحيث تحول إلى منطقة غير قابلة للحياة، يعيش نحو مليوني غزي في الشوارع والخيام، ومشروعات الإعمار مؤجلة إلى قيام الساعة.
تراجعت المطالب الفلسطينية بفضل الطوفان إلى مطالب انسانية، تسهيل إدخال المساعدات وتعزيزها، والحاجة للخيام والكرفانات حتى تأوي المشردين في الشوارع، لم يعد هناك مطالب وطنية فلسطينية في الدولة والمشروع الوطني الفلسطيني.
غزة التي تعرضت وتتعرض للإبادة منذ السابع من أكتوبر من قبل عصابة الكيان المحتل عنوانها العنف والإجرام الذي لم يحدث في التأريخ الحديث، ولا يزال مستمرا ببشاعة لا توصف مع أن حجم التدمير في قطاع غزة تجاوز أكثر من 85 %، وتحول القطاع إلى منطقة لا تصلح للحياة الآدمية.
ما كان نتنياهو يتجرأ أن يفعل ما يفعله في غزة، وما يفعله في القدس والضفة الفلسطينية، لو كان هناك موقف محترم من القيادة الفلسطينية.
ما يحدث في غزة والضفة جرائم تتحملها إسرائيل أولا، وخنوع القيادة الفلسطينية ثانيا.
علينا أن نتذكر جيدا أن خطة النتن ياهو القديمة الجديدة (وعلى المكشوف) وقبل طوفان 7 أكتوبر كانت: دولة فلسطينية تحت انتداب أمني أردني – مصري، حتى لو لم توافق على صيغتها الإدارة الأميركية، وتنسف خطة الدولتين المقترحة منها.
خطة نتنياهو كانت قائمة على الوصول إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، يؤدي إلى الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، مقابل اعتراف إسرائيل بقيام دولة فلسطينية في ما تبقى من الأراضي التي احتلت عام 1967.
النتن ياهو كان يرى أن موضوع الاعتراف بيهودية الدولة مهم جدا لإسرائيل، لأنه يعني إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق 1948.
العدوان على غزة، والغضب في الضفة والقدس قد يخلقان قيادة جديدة للشعب الفلسطيني لها علاقة بالنضال والحلم الفلسطيني، وغير مرتبطة بالدوائر الأميركية والإسرائيلية.
الدايم الله…