مقالات مشابهة
المحامي عاكف توفيق الداوود –
الأول نيوز – بسقوط النظام السوري تكون الأنظمة القومية التي تأسست خلال فترة المدّ القومي العربي في الخمسينيات قد انتهت. هذه الأنظمة قدمت في بدايتها بالكثير في مجال التنمية وفي مجال الوقوف في وجه التطبيع مع إسرائيل والعداء لأمريكا سواء في مصر أو العراق أو سوريا ، لكن هذه الأنظمة فشلت في مجال الحريات العامة وأصبح وجهها يعبر عن القمع كما فشلت في مجال تجديد نفسها فتحول الحكم فيها من حكم حزب البعث إلى حكم ابناء قادة حزب البعث . وعلى هامش هذا الفشل فان مجتمعات محطمه نشأت في الفقر أو غياب العدالة والحريات والتعليم وجدت ضالتها في الفكر الاخواني ثم الفكر التكفيري قبل أن يندمج هذا المشروع مع المشروع الاردوغاني الأمريكي الصهيوني هذا في الوقت الذي اختفى فيه اليسار وأية قوى بديله أو صاعده . لهذا السبب فإن النخب لا تترحم كثيراً على الأنظمة التي تسقط تباعاً لكنها ليست سعيدة بمن هو قادم ، فالأخير هو من مخلفات انتاج حقب الفشل والقديم مضى وانقضى.
أنصح الجميع بإغلاق ملف الماضي والنظر إلى نفسه وماذا قدم حتى لا نصل إلى ما نحن عليه. فالماركسيون تحنطوا واصبحوا سلفيين لا جديد عندهم والليبراليون افقدهم ما يفعله الغرب فينا صدق خطابهم والقوميون يتغنون بزعماء ماتوا قبل عشرات السنين ولن يعودوا ومن ثم ننصدم بما آلت اليه حالنا.
مجتمعات مهشمه وخائفه وغير مثقفه والتعليم بائس وليس هنالك تجارب ناجحه , جرى كل ذلك بينما حققت الانظمةً غير القومية نجاحات محدودة مكنتها من الصمود خاصة وأنها كانت مدعومة من المعسكر الأمريكي.
