الأول نيوز – من على سرير مستشفى “سانت جورج” في سيدني، ظهر المواطن الأسترالي من أصل سوري أحمد الأحمد، بعدما تحوّل اسمه خلال ساعات إلى عنوان للبطولة الإنسانية، إثر تدخله الحاسم خلال الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالات عيد “حانوكا” اليهودي على شاطئ بوندي الشهير، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة العشرات.
ونشر رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، صورة للأحمد البالغ من العمر 43 عاماً خلال زيارته له في المستشفى، واصفاً إياه بـ”البطل الحقيقي”، مؤكداً أن شجاعته النادرة أنقذت بلا شك أرواحاً لا تُحصى عندما خاطر بحياته وانتزع سلاح أحد المسلحين بيديه العاريتين.
وأضاف مينز أنه تشرف بزيارة الأحمد شخصياً لنقل شكر وتقدير جميع سكان الولاية، مشيراً إلى أن ما قام به يُعد من أكثر المشاهد استثنائية التي شاهدها في حياته.
ووفق روايات الشرطة وشهود عيان نقلتها وكالات أنباء عالمية، كان شاطئ بوندي يعج بالعائلات والمحتفلين مع انطلاق أولى ليالي العيد، قبل أن يتحول المشهد فجأة إلى حالة من الذعر والفوضى إثر إطلاق نار كثيف. وفي اللحظات الحرجة التي تجمد فيها كثيرون خوفاً، اندفع أحمد الأحمد، وهو بائع فواكه وأب لطفلتين، نحو أحد المهاجمين دون أي سلاح، وتمكن من انتزاع بندقيته، ما أربك المسلحين وحدّ من حجم المجزرة.
وخلال التدخل، أصيب الأحمد برصاصات في كتفه وذراعه، نُقل على إثرها إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية، فيما أكدت عائلته أن حالته حرجة لكنها مستقرة، وأنه سيخضع لعمليات إضافية خلال الأيام المقبلة.
وقال مصطفى، ابن خالة الأحمد، في تصريحات إعلامية إن قريبه لا يمتلك أي خبرة في التعامل مع الأسلحة، لكنه لم يحتمل رؤية الناس يُقتلون أمامه، مضيفاً: “لم يفكر في الموت، تحركت فيه النخوة فقط”. وأكد أن ما فعله كان بدافع إنساني بحت، دون تمييز بين دين أو جنسية.
وسرعان ما انتشر مقطع فيديو يوثق لحظة انقضاض الأحمد على المسلح كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى رمز للشجاعة داخل أستراليا وخارجها. كما أُطلقت حملات تبرع إلكترونية دعماً له، تقديراً لتضحيته وإصابته البالغة.
وامتد صدى القصة إلى مسقط رأسه في ريف إدلب شمال سوريا، حيث سادت مشاعر فخر واسعة بين الأهالي والسوريين عموماً، الذين رأوا في أحمد نموذجاً إنسانياً كسر الصور النمطية، وأعاد تقديم السوري كإنسان يحمل الحياة للآخرين رغم ما أثقلته به سنوات الحرب والنزوح.
على المستوى الرسمي، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بتصرف الأحمد، وخصّه بالذكر خلال مؤتمر صحفي، واصفاً ما قام به بأنه مثال حي على تضامن الأستراليين في مواجهة العنف. كما أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شجاعته، معتبراً أنه أنقذ حياة عدد كبير من المدنيين.