“كرامة” يختتم دورة “الحقوق” بإعلان الجوائز وتعزيز “سينما الإنسان”

الاول نيوز – اختتمت في العاصمة الأردنية عمان الدورة الـ 16 “بنك الحقوق” من مهرجان “كرامة.. سينما الإنسان” الذي ينظمه سنويًا “المعمل 612 للأفكار.
وشمل الحفل الذي اقيم الصالة الرئيسية ب سينما الرينبو تضمّن، عرض الفيلم السوداني الوثائقي الطويل “الخرطوم” والذي حضره السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب، وإعلان نتائج مسابقات المهرجان السنوية، التي تشمل جوائز ريشة كرامة (أربع جوائز)، و شبكة “أنهار” لأفضل فيلم وثائقيّ، وجائزة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT (مكتب تونس).
و فاز الفيلم الأردني الروائي الطويل “سمسم” من إخراج سندس سميرات وسيناريو تمارا عويس الذي جرى تصويره، في محافظة إربد بجائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي.

و تناصف الفيلمان الأردنيان الروائيان القصيران “هند تحت الحصار” عن الطفلة الغزّية الشهيدة هند رجب، من إخراج ناجي سلامة وكتابة الفنانة عايدة الأميركاني، و”أهازيج” المنحاز، من إخراج مي الغوطي.
وفي سياق متصل نال الفيلم الأردني القصير “غنينا قصيدة” لمخرجته آني كسّاب تنويهًا خاصًا بحسب ما قررت لجنة تحكيم هذا الفرع من الجوائز رائية أنه فيلم عن “حب الوطن، وعن السينما والشعر والبقاء”.
جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم وثائقي طويل ذهبت بحسب ما آلت إليه نقاشات لجنة تحكيم إلى الفيلم الإكوادوريّ “ذكريات الضوء” للمخرج ميشا فاليخو بروت.

وفاز بجائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم تحريكي الفيلم القبرصي التحريكي “النسّاج” من إخراج يورغوس تانغاريس.
وذهبت جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم ذهبت بحسب اختيارات لجنة تحكيم للفيلم “الفيلم الأول” من إخراجPiyush Thakur .

وحصد الفيلم السوداني “الخرطوم” جائزة الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان “جائزة أنهار” ذهبت بحسب ما أعلنت لجنة تحكيم هذا الفرع من الجوائز إلى الفيلم السوداني “الخرطوم” لما يحمله، كما تلا المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب، من “طبيعة تجريبية لفيلم وثائقي أنجزه خمسة مخرجين سودانيين، ويحتويه من صدق وحب عميق للوطن، ولإمكانية أن يشكّل الفيلم وثيقة نابضة لفيلم حقوقي متميز يحاكي القارة الإفريقية وليس فقط السودان الحبيب”.
وللعام الثاني على التوالي، وضمن فعاليات مهرجان “كرامة.. سينما الإنسان”، قدمت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيبOMCT (مكتب تونس)، جائزة خاصة لأفضل فيلم حقوقي “لمواجهة أشكال التعذيب جميعها، والمعاملة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة. وتنضوي OMCT تحت لواء شبكة استغاثية تنخرط فيها أكثر من 200 منظمة حول العالم يعملون على حماية حقوق الانسان وتعزيزها. جائزة OMCT الخاصة ذهبت هذا العام، وبحسب لجنة مؤلّفة من أعضاء “المعمل 612 للأفكار” مناصفة بين فيلميّ “غزة غراد” للمخرجة الفلسطينية سوسن قاعود، و”فلسطيني على الطريق” للمخرج إسماعيل هبّاش، علمًا أن اختيار الفيلمين جاء في سياق “نافذة على أفلام فلسطين” ضمن شبكة النوافذ التي يتبنّاها “كرامة الأردن” المؤسس والأب الروحي لعدد من مهرجانات كرامة في لبنان والسودان وموريتانيا واليمن وتونس، إضافة، طبعًا، لِنافذة كرامة في غزّة، علاوة على تشبيكٍ مثمرٍ مع شركاء سوريين.
مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة قالت في كلمتها ليوم الختام “إن حقوق الإنسان هي ثيمة كرامة لدورة هذا العام “بنك الحقوق” ولكل عام”، متسائلة: “هل يمكن أن نؤسس بنكًا لا يحفظ الأرباح بل يصون الحقوق.. أرشيفا حيًّا.. خزينة بشرية، وذاكرة إنسان؟”.
وفي سياق إشادتها بجمهور المهرجان الذي شكّل منذ الدورة الأولى الرصيد والرهان والمعنى، قالت دروزة: “وما زلنا بكم ومعكم نواصل هذا الجهد، لأن كرامة ليست مهرجانًا عابرًا، بل مسارًا، ومسؤولية، وذاكرة حيّة، تبقى حيّة عبر تفاعلكم الواعي، وحضوركم الخصب”، مضيفة: “كرامة ظافرة بكم، وبكل من منح صوته وصورته ووقته ليدافع عن الحق، وليمنح الأفلام مساحة حرة تقول ما يجب أن يُقال”.
دروزة وبكثير من الحشرجات والدّلالات ختمت كلمتها بالقول: “اتخذنا السينما كدرع، والقصص كأدلّة، وشيّدنا في دورة هذا العام “بنك الحقوق” كي لا تضيع القيم الإنسانية، ولا تُمحى الذاكرة، ولا يُسرق الحق بالصمت”.
بدوره، وفي سياق إجابته عن سؤال حول دلالة جعل الكرسي الفارغ من نصيب أطفال غزة، يقول المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب: “إنه حضور الغياب الذي يذكّرنا أن أطفال غزة غائبون قسرًا عن مقاعد الدراسة وعن الحياة الطبيعية، لكنهم حاضرون بقوة في ضميرنا الجمعي وفي ذاكرتنا”.
الخطيب نوّه إلى أن أهم ما خلصت إليه ندوة “ديمقراطية الصورة” هو أن الصورة “لم تعد محايدة، بل أصبحت مسؤولية أخلاقية وسياسية، وأن السينما الحقوقية اليوم مطالَبة بطرح أسئلة جوهرية: من يصوّر؟ ولماذا؟ ولصالح من تُروى الحكاية؟”. وأكّد أن حقوق الطفولة تشكّل “أولوية أخلاقية ثابتة في المهرجان”، لافتًا إلى أن الاختيار النهائي يقوم على “توازنٍ دقيقٍ بين قوة القضية والقيمة الفنية، ورائيًا أن فيلم “هند تحت الحصار” شكّل، في هذا الإطار، “نموذجًا لهذا التوازن، إذ جمع بين البعد الإنساني العميق والطرح السينمائي المؤثّر. وفي دورة كرامة السادسة عشرة، التي تمثل جيلًا ونصفًا من سينما الإنسان، تبقى أفلام حقوق الطفل حاضرة باستمرار، لأن بنك الحقوق يبدأ من البراعم”.
وبسؤالها عن الحضور الذي شكّله الفيلمان المُنتجان من قناة “العربي”، أجابت سوسن دروزة قائلة: “إن حضورهما شكّل إضافة نوعية للمهرجان، بجمعهما بين الاحتراف الإعلامي والعمق الحقوقي، وتقديمهما نموذجًا لما نسعى لتعزيزه: أعمال توثّق اللحظة من دون أن تفقد بعدها الإنساني. وصلتنا مجموعة متنوّعة من الأفلام الوثائقية والاستقصائية، صُوّرت وأُنتجت في عدة دول عربية، منها السودان وسوريا وفلسطين. وقد عُرض فيلمان؛ الأول أعاد فتح ملف الطفولة من خلال فيلم “غزة: طفولة مسلوبة” للمخرج مؤمن غنيم، والثاني فيلم استقصائي يتناول الأحداث في سوريا. وقد لاقت هذه الأعمال تفاعلًا واضحًا”.
إدارة المهرجان استضافت كثيرًا من مخرجي الأفلام، وأعضاء لجان التحكيم، وأعضاء الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان “أنهار”. كما كرّمت الفنان الأردني منذر رياحنة ضيف شرف الدورة 16، ورئيس لجنة تحكيم جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي.
وعلى مدى أسبوع عرضت الدورة ١٦ “بنك الحقوق” من مهرجان “كرامة.. سينما الإنسان” الذي ينظمه سنويًا “المعمل ٦١٢ للأفكار”، زهاء ٧٠ فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وتحريكيًا من مختلف الأطوال، جالت موضوعاتها بقضايا الإنسان وتطلعاته لنيل حقوقه، والذود عن كرامته، وبلوغ ذُرى العدالة بوصفها صفوة الغايات وأساس الوجود.

عن Alaa

شاهد أيضاً

سماح ملحم تصمم هوية بصرية مستوحاة من التراث الاردني لاحتفال ارابيلا الثقافي

الأول نيوز – صممت المختصة بالتصميم الجرافيكي سماح ملحم،  الهوية البصرية لفعالية احتفال ارابيلا الثقافي، …