للقادة … وأصحاب القرار

 رانيا اسماعيل –
الأول نيوز –

بعض الأشخاص يتمتعون بذكاء عقلي ومعرفي عالي، ولكنهم ليسوا قادرين على النجاح في المهنة أو الحياة الإجتماعية على مستوى الأسرة والأصدقاء والزملاء وحتى الغرباء . بل هم يعانون من ضعف القدرة على إدراك رغباتهم ومشاعرهم من ناحية، وفهم ومعرفة مشاعر الآخرين وطرق التعامل معها من ناحية أخرى .ببساطة هم يفتقرون للكاريزما والتقبل من أنفسهم ومن الآخرين . فقد نجد أحد الأفراد الذي يتمتع بمركز إداري أو قيادي مرموق ؛ بسبب خبرته و حصوله على أعلى الدرجات العلميه ، نجده غير قادر على إدارة فريقه ممن يعملون تحت إدارته ، لانه يفتقر لسمات ما أسماه علماء النفس بالذكاء الانفعالي الذي يساعده على قيادة فريقه بشكل يرضي الجميع و يتمتع بالقبول منهم . ويميزه باللياقة الكاملة في قيادة الأفراد ، و يجعله مدركا لكيفية إشباع حاجاتهم جاعلا إياهم متماسكين فيما بينهم ومتعاونين معه .
إذن ما هي سمات القيادة الذكية والمؤثره ؟؟ ولماذا هي مرتبطة بالذكاء الانفعالي؟؟؟
إن الحديث عن الذكاء الانفعالي يطول ، وليس بالأمر الهين ،خاصة بعد أن ولى عهد التشكيك بأهمية العواطف وأثرها على العلاقات الشخصية والبينشخصيه ، فالعلم الحديث أولى للذكاء الانفعالي والعاطفي أهمية كبرى ،بل وربطه بالقيادة الناجحة والمؤثرة، ويقول بعض العلماء أن الذكاء الانفعالي من الصفات الجوهرية التي تخلق مع القادة . وقد عرف الذكاء الانفعالي بأنه مجموعة كبيرة من المهارات الفردية والميول، التي تشكل التكامل بين القدرات العقلية والعاطفية،فهو يدمج العقل والقلب معا.
*فالقادة الذين يتمتعون بالذكاء الانفعالي العالي يستطيعون :
تقييم أنفسهم، وتحديد حسناتهم وسيئاتهم ، ونقاط ضعفهم وقوتهم وينتقدون أنفسهم في سبيل التطوير قبل أن ينتقدهم الآخرون.
*وكما أنهم:
يتمتعون بالقدرة على ا لتعاطف و وضع أنفسهم مكان الآخرين، ومراعاة شعور وظروف ممن حولهم ، ولديهم قدرة عالية على الاحساس بهم، وتفهم مواقفهم وردود أفعالهم .
*وهم يستطيعون :
ضبط عواطفهم وإدارتها ،والتحكم بلحظات الغضب والابتعاد عن التسرع والتأني بإتخاذ القرار ، و هذا يجعلهم أكثر مهارة في التعبير عن ردود أفعالهم، والسيطرة عليها تجاه المواقف الطارئة، حتى لا يشعروا بعد ذلك بالندم بسبب تخبط قراراتهم ، خصوصاً عندما يكونوا في موضع المسؤولية والقياده .
*وهم يتمتعون :
بمهارات التواصل الفعّال ، فهم قادرين على الاصغاء للآخر ، وتقبل وجهة نظره ، ويتحكمون بنبرات الصوت ، ويدرسون لغة الجسد في شتى المواقف .حتى يتركوا الأثر الإيجابي المطلوب ، والذي يوفر الطمأنينة للجميع . كما و يستطيعوا قراءة مشاعر الآخرين والتعرف على تعبيراتهم من خلال أصواتهم ووجوههم وحتى تلميحاتهم.
* ولديهم القدرة على :
تحفيز أنفسهم فهم يسعون دائماً إلى تحقيق أهدافهم مع تكثيف تجاربهم. و يبحثون دائماً عن الطرق الأفضل لتنفيذ هذه الأهداف بما يتوافق مع تحقيق ذاتهم ، والأخذ بوجهة نظر الآخر .
*بناء العلاقات
تتضمن هذه القدرة حسن التعامل مع الآخرين وقوة العلاقات الشخصية القائمة بينه وبينهم ، كما يتمتع الأفراد الذين يحملون قدرات عالية من هذا النوع من الذكاء باللياقة الكاملة في قيادة الأفراد ، والمعرفة الواسعة بكيفية إشباع حاجات الأعضاء، بحيث يحقق التماسك والتعاون بينهم .كما و لديهم مهارة حل المشكلات والنزاعات والقدرة على التفاوض.
إن الذكاء العاطفي غالبا ما يميز القادة الجيدين عن القادة العظماء. إن أفكار القادة الصائبة واستراتيجياتهم الدقيقة، لا قيمة لها إلاّ إذا استطاعوا تحريك مشاعر الآخرين والتحكم بها وتوجيهها نحو تنفيذ المهمات المطلوبة. لذلك نشهد اهتمام معظم المؤسسات الإدارية والعسكرية والطبية في جميع أنحاء العالم بتدريب القادة على هذا النحو. كما أصبحت المنظمات والشركات الكبرى على مستوى العالم تنظر بعين الذكاء العاطفي لانتقاء موظفيها وترقيتهم وتنمية مهاراتهم.
وقد أكدت نتائج بعض الدراسات العالمية أهمية الذكاء العاطفي وفعاليته في إدراة الأزمات والضغوط النفسية وتحسين المناخ العام بالنسبة للقادة والسياسيين وأصحاب القرار.لذا من المهم إجراء اختبار ذكاء انفعالي لأي شخص مرشح لأن يقبل في موقع قيادي مهم .

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

خطوة تأريخية لكسر درع إسرائيل للإفلات من العقاب

الدكتور احمد الطهاروة – الأول نيوز –     أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخميس مذكرتي …