السبت , سبتمبر 21 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

امتحان للمرشحين

المهندسة قمر النابلسي –

الأول نيوز – كيف يقرر شخص ما أحقيته بأن يكون نائباً في البرلمان ؟ ما الأسباب التي جعلته يعتقد أنه قادر على تمثيل الشعب, ومخول لأن يكون بالسلطة التشريعية والرقابية ؟

مُستغرَب جداً بعض الوجوه التي نراها في شوارعنا لمرشحين قرروا أن يكونوا أعضاء في مجلس النواب ,البعض منهم كانوا نواباً في دورات سابقة دخلوا وخرجوا  دون أن نسمع لهم صوتاً أو رأياً بالقوانين والمشاريع الهامة التي تم عرضها على المجلس,لم يكن لهم أي تأثير,هذا إذا كانوا أصلاً حاضرين أثناء المناقشة,والبعض أشخاص قرروا خوض غمار هذه التجربة لأول مرة رغم أن نظرة على سيرهم الذاتية تجعلك تصاب بالعجب ,والسؤال المهم هنا هل يعرف هؤلاء ما الذي يترتب عليه الحصول على هذا المقعد ؟ طبعاً غير المسمى والسيارة والإمتيازات, المقصود هنا المهام والمسؤوليات, هل يعلم هؤلاء فعلاً ما يناط بمجلس النواب من وظائف أساسية خطيرة كالتشريع والرقابة, والرقابة المالية؟

هل يعتقد هذا المرشح بقدرته على مناقشة القوانين التي تحيلها الحكومة لمناقشتها والتصويت عليها ومن ثم اتخاذ القرار المناسب,قرار في مصلحة المواطن والوطن ؟

هل عنده القدرة على مراقبة أعمال السلطة التنفيذية والاستفهام حول عمل رئيس الوزراء والوزراء, وإن استدعى الأمر استجوابهم وقد يصل الأمر إلى التصويت على طرح الثقة بالحكومة ؟

والموضوع الـمهم جداً أيضاً هل يعلم هذا المرشح حجم المسؤولية وخطورتها عند مناقشة موازنة الدولة للموافقة عليها أو رفضها ؟؟؟

الظاهر أن الكثير من المرشحين مثل العروس التي تعتقد أن الزواج فستان أبيض ورحلات وحياة وردية (ولقمة صغيورة تشبعنا عش العصفورة يقضينا) على رأي فريد الأطرش ,لتكتشف بعد ذلك أن هناك طبيخاً ونفيخاً وتنظيفاً وتربية الأطفال وأن الأمر ليس كما كانت تعتقد, والنائب يعتقد أن النيابة وجاهة وهيبة وسفر, وتشريف لا تكليف, لكن الفرق أن العروس مضطرة للقيام بمسؤولياتها ولن تستطيع التملص منها وسيكون هناك مساءلة , أما النائب فلن تتم محاسبته, وبعد أربع سنوات إذا لم يعد للمجلس مرة أخرى, سينعم بكل الامتيازات وطبعاً بلقب سعادة النائب.

 أيها النائب المستقبلي هناك مسؤوليات وقرارات سيكون عليك اتخاذها ستؤثر على شعب بأكمله وعلى مصير وطن وستحاسب من خالقك حتى لو لم يستطع ناخبوك أن يحاسبوك.

قد يوافقني الكثير طرح فكرة أن نطالب بعمل امتحان للمرشحين, يتضمن أسئلة تظهر مدى الثقافة السياسية, والعامة التي يتمتع بها المرشح.

قد تكون الأسئلة على نمط ضع دائرة, مثلاً: متى تم اعلان استقلال المملكة ؟ متى جرت أول انتخابات والتي شكلت المجلس التشريعي الأول؟ أي من المجالس التشريعية شهد صدور دستور المملكة ,وفي أي عام ؟ متى تم الغاء القوانين العرفية وعودة الحياة الديمقراطية ؟ في أي عام منحت المرأة الأردنية حق الترشح والانتخاب ؟

كذلك بعض الأسئلة المقالية مثلا أعطِ ثلاثة أسباب تدفعك للترشح لمجلس النواب (التاسع عشر) ؟ ما هو برنامجك الانتخابي ,مع شرح آلية التطبيق والمعوقات وما هي الخطط لتجاوزها إن وجدت ؟

لا بد أن الهيئة المستقلة للإنتخاب قادرة على وضع امتحان وافٍ شامل تستطيع من خلاله فرز المرشحين, والمرشح الذي يحصل على علامة 85% فما فوق يمكنه أن يكون مرشحاً لمجلس النواب.

قد يكون ما ذكرت حلماً بعيد المنال ,لكن في الواقع نحتاج لآلية تعيد لمجلس النواب هيبته وثقة الشارع به, وحتى تكون الإنتخابات النيابية عرساً وطنياً ديمقراطياً حقيقياً,انتخابات لها طعم آخر…

 

 

 

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الوزارة ليست الموارد البشرية فحسب!!!

الأول نيوز – الدكتور محمود المساد الجهل بالشيء لا يُعفي صاحبه من المسؤولية، والقاعدة الفقهية …