المعاناة والمواساة..(الكورونا نموذجا)

القس سامر عازر –

 

الأول نيوز – في بداية أزمة كورونا لم يكن أحدا يسمع عن قريب له او صديق مصاب بالوباء وكأن الامر كان حكاية أو تمثيلية، ولكن سرعان ما انتشر الوباء وأصاب أعز وأقرب الناس على قلوبنا، ولم تعد الإصابات والضحايا مجرد أرقام وأعداد، بل أقرباء وأهل وأصدقاء..فهل صدقنا الآن؟!

وبدأ كثيرون يتحدثون عن رحلتهم مع كورونا وتجربتهم المريرة من المعاناة والألم والخوف والهزع. وحديث الناس يدور هذه الأيام عن الأعراض المصاحبة لها لأنها متعددة وقد لا تجتمع كلها مرة واحدة. وللأسف البعض ما زال يشكك ويقول انفلونزا عادية لا أكثر ولا اقل.

دعونا نقول كفانا من المشككين ولنلتفت لحماية أنفسنا وإنقاذ عائلاتنا وأحبائنا ومساعدة مجتمعنا لإلتقاط أنفاسه مما حل به من كارثة اقتصادية كبيرة وخسائر مالية ضخمة وفقدان الكثيرين لوظائفهم وتعطل أشغالهم وإغلاق البعض منها وتأثر العملية التعليمية برمتها.

المعاناة من الكورونا كبيرة وما يصاحبها من أوجاع في المفاصل والجسم والرأس عداك عن الحرارة وما يقال عن فقدان تدريجي لحاستي الشم والذوق وضيق النفس. والمعاناة الكبرى الشعور بالحجر والعزل عن أهل البيت والأصدقاء وتقييد الحركة على الاقل لمدة أسبوعين.

 إن هذا الشعور يدعو لليأس والإحباط، ولكن يوازيه الشعور بالمواساه من قبل كم هائل من الأصدقاء الواقعيين والإفتراضيين الذين يعكسون مدى المحبة والإهتمام والدعاء بالشفاء العاجل.

 أحسن شعور أن تعرف أن الآخرين يصلون من أجلك ويدعون لك بالشفاء. وهذا معنى المفهوم “كنت مريضا فزرتموني”، فالزيارة هنا وإن كانت ممنوعة لغايات الحجر لكنها تفقّد (تشديد القاف) وإهتمام وحب وتعاطف وإبداء المساعدة المطلوبة. هذا الجانب من المواساة  يفوق المعاناة التي نمر بها في جائحة كورونا ويزرع في قلوبنا الطمأنينة ويعطينا الأمل بالشفاء العاجل والعودة للحياة والحرية.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

المرأة في الفنون: من جدران الكهوف إلى صالات العرض

الأول نيوز – د : مارغو حداد-   في يوم المرأة العالمي، لا نعيد صياغة …