الدكتور ذوقان عبيدات –
الأول نيوز – ليس نجاحا أن تقيّم جامعة ندوة علميّة عن طريق تقنية “زوم” لكن النجاح أن تخطط لندوة وتحدد أهدافها وتختارُ من يديرها ومن يتحدث فيها، النجاح أن تعيش في جوٍ أكاديمي مدّة ساعتين دون أي ملل! علمًا بأنني في العادة لا أستطيع تحمَّل انتظارٍ أو متابعة على مدى عشر دقائق !!
فما الذي جعل الندوة مختلفة؟ وما الذي دعاني إلى الكتابة عن ندوة علمًا بأنني أحضر أسبوعيًا أكثر من ثلاثة ندوات !!
لنقُل أن إدارة الدكتور رضوان بطيحة للندوة كانت نزيهة وعادلة،واستثارت الحضور على تقديم مداخلات مثيرة !
ولنقُل أن الدكتور وليد سلامة كان اكتشافًا جديدا أو كشفًا جديدا لي! عثرتُ فيه على أكاديمي وناشط، ومتحدث يذهب بك إلى الهدف مباشرة ! لم يضيّع لحظة من وقتنا دون فكرة جديدة !.
أمّا زميله في الندوة الدكتور محمود المساد– على معرفتي الطويلة الوثيقة به – فاجأني بشخصٍ تقدميٍ، نام، واضحٍ، ممّا طمأنني إذا ما أُتيحت لهُ فرصة أن يفاجأنا بمناهج حداثية، مثيرة للتفكير .
بعيدًا عن الأسماء، قدمت الندوة مجموعة من الأفكار الجديدة مثل :
- التعليم عن بعد لغة المستقبل، لا شكّ أنه قادم مع تحفظ بسيط على طبيعة المستهلك، وضرب مثلا طالب الطبّ.
- مشكلة الأردن في نقص الإدارة وضعفها، وأنا أضيف فسادًا مستشرٍ بها، فالإدارة هي المسؤولة سلبًا وإيجابًا عن تعثّر الفنيين ! وهذا ما يسمّى العمى الإداري!
- لا مهارة يصعبُ تعلّمها عن بعد، فهناك من يعملون عن بعد، وهناك من يجرون عمليات جراحيّة عن بعد، وهناك من أصلحوا مركبات فضائية تعطلت على بعد آلاف الأميال!!.
- كانت الأسرة الزراعية وحدة إنتاج متكاملة، كل من فيها عامل: أحدهم للرعي، وأخرى للخبز، وثالثة لسقي الغنم، ورابع للخزن …الخ. كلّ يعملُ داخل الأسرة، ويتعلم في المنزل كل مهاراتعصره. وبمجيئ الثورة الصناعية، خرج جميع أفراد الأسرة خارج البيت: طفل في الحضانة وثاني في الروضة وثالثة في المدرسة، والأم معلمة، والأب موظف، وبذلك تغيّر دور الأسرة.
ومع أزمة كورونا، وتغلغل الثورة التكنولوجية قد تعود الأسرة إلى المنزل لتمارس دور الأسرة الزراعيّة أو بعضها .
- ركز المساد على أنّ المشكلة ليست في إقحام التعليم عن بعد، بل في محاكمة التعليم عن بعد وفق قيم المدرسة الصناعيّة.
- أحدث التعلم عن بعد -بضعفه- فجوة معرفيّة يمكن التغلب عليها.
- دار نقاش حول كلفة التعليم عن بعد حيثُ ترتفع الكلفة، لأن كلفة إنتاج درس جيد غالبا ما تكون مرتفعة، علمًا بأن الكلفة ليست سوى للنسخة الأولى، بينما بقية النسخ مجانيّة، بعكس الكتاب المدرسي الذي تتساوى فيه كلفة كل كتاب!.
وعودة مرة أخرى إلى الجامعة فما شعرتُ به خلال الندوة ما يأتي :
- سيادة ثقافة الاحترام بين رئيس الجامعة د. أحمد خصاونة ، وأساتذتها، وطلبتها مما يشعرُ بجوّ أكاديميّ مبشرّ بالخير.
- الإحساس بالراحة والمتعة وأنت ترى سلوكًا إربديًا منعشًا.
كل احترام لرئيس الجامعة، ومدير الندوة، وعمداء الجامعة، وأساتذتها، وطلبتها، آملين بندوات جديدة مماثلة !