حازم عكروش* –
الأول نيوز – الاستاذ والمعلم راضي زيادات ابو عمر نموذج للشخصية الأردنية الحرة التي ترفض الظلم والاستبداد
زيادات شخصية وطنية أردنية فحيصية عاش حياة حافلة بالمواقف الوطنية لا يخشى في قول الحق لومة لائم.
الاستاذ والصديق والمعلم ابو عمر منذ تعرفت عليه في الثمانينات من خلال العمل في نادي شباب الفحيص وجمعية البيئة الأردنية وساحات العمل العام والحزبي وفي كل الأماكن التي كانت تتطلب المواجهة والتصدي دفاعا عن مصالح بلدة الفحيص وغيرها التي تهم الوطن.
ابو عمر الذي تتلمذ على يديه العديد من شباب الفحيص وتربوا على العمل السياسي والحزبي المنظم كان مثالا للالتزام والانضباط والخلق الرفيع والنزاهة كما هو الآن وكل من عرفه وجده مدافعا شرسا عن رأية ووجهة نظرة مسترشدا بالمنطق والمعلومة المتوفرة لديه مما دفع عدد من رفاقه الحزبيين ايام الزمن الجميل وما تبعه من انهيارات عالمية ومحلية باتهامه بالجمود ورفض التطور والحداثة خاصة عندما انهار الاتحاد السوفياتي “البروسترويكا”وجدار برلين وسقوط بغداد وما جرى من انهيار وانحراف وتراجع ويأس وإحباط دفع الكثيرون للانجراف بل الانحراف والانتقال إلى المعسكر الآخر والتخلي عن مواقفهم ومنهم من احترم نفسه وبقي محافظا على مبادئه وقيمه الوطنية وجلس في بيته.
ولكن ثبت لي وبعد التعرف عليه أكثر ومن خلال اللقاءات والمداولات في الشأن العام انه يتقبل ويحترم الرأي الآخر ومستعد للتراجع عن رأيه في حال توفرت أمامه المعلومات الصحيحة والدقيقة.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدي فإن ابو عمر بدأ حياته العملية مناضلا رغم أن هذا التعبير قد لا يعجب الكثيرين وقد يسخرون منه أي بدأها عاملا في مصنع الإسمنت الفحيص منذ سنوات تأسيسه الأولى حيث تصدى آنذاك لإدارة المصنع التي كانت تستغل العمال وتم نقله إلى عمان على ظهر الشاحنة للضغط عليه وتم حجزه هناك كما أنه استمر طيلة حياته ملتزما في الحزب الشيوعي الأردني واعتقل أكثر من مره وكان آخرها هبه نيسان عام 1989 وإحداث الخبز عام 1996 الا ان ذلك لم يثنه عن مواصلة النضال والدفاع عن حق الأردنيين في حياة حرة وديمقراطية.
وقد كنت شاهدا منذ الثمانينات وفي ظل الأحكام العرفية على الكثير من المواقف الجريئة والصولات والجولات دفاعا عن قضايا الفحيص والمشكلات المختلفة التي كانت وما زالت تواجهها المدينة وأيضا دورة الفاعل في العمل السياسي على صعيد محافظة البلقاء والأردن إلى أن وصل إلى عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي حسب ما اذكر
وبحسب معرفتي أن ابو عمر لم يغب يوما عن أي موقف يتطلب مواجهة دفاعا عن قضايا بلدته ووطنة خاصة ايام الأحكام العرفية و بعد الإنفراج الديموقراطي وكان في مقدمة المدافعين عن أهله وبلدة بينما لم يكن في مقدمة الاحتفالات ولقاءات النفاق والتسحيج
نعم ابو عمر رغم تاريخه المشرف ونظافة يده ولسانه تعرض لجحود وهجوم من بعض الذين تضررت مصالحهم ودرجوا على اتخاذ المواقف المتخاذلة كي يجدوا مقعد لهم عند صاحب القرار.
أعتقد ان كل من تعامل مع ابو عمر وجد فيه الرجل الوازن الدافئ عالي التهذيب صاحب الموقف الجرئ خاصة في القضايا المفصلية التي تحتاج مواقف الرجال كما أنه يدافع عن موقفه وقضيته بصلابة وجرأة تعكس خبرته كسياسي متمرس ومثقف يحترم الآخر حتى ولو كان خصمه ويعبر عن راية مباشرة وبدون مجاملة أو نفاق حتى تصل رسالته بكل وضوح.
وهنا أود دعوة المؤسسات المحلية لاستضافته وثلة من شباب الفحيص الذين ساهموا في بناء المؤسسات والدفاع عن قضايا مجتمعهم ورسموا أو أسسوا نهجا وطنيا ومجتمعيا ما زالت مؤسسات الفحيص تسير على هديه للاطلاع على تجربتهم الثرية ومواقفهم التي اتخذوها دفاعا عن قضايا مدينتهم وشعبهم.
وتعود بي الذاكرة إلى عدد من النشطاء منهم فارس الداود يوسف العكروش غانم السلمان محمد سماوي والمرحوم خالد منيزل المرحوم أنطون زيادات رغم وجود الكثيرين الذين لا يتسع المجال لذكرهم جميعا.

* (صحافي في وكالة الانباء الاردنية)