الدكتور سهيل الصويص –
الأول نيوز – أن نعاني من شراسة فيروس لعين يجثم على صدورنا منذ سنتين فهذا قدرنا لكن أن نجد أنفسنا ضحايا الفيروس من جهة وتقصير مؤسستنا الصحية في توفير الرقابة وتطبيق قانون الدفاع من جهة أخرى فتلك كارثة يصعب على الأردني تحملها .
رغم بدء الوضع الوبائي في أكتوبر بتسجيل أصابات جديدة ونسبة فحوص إيجابية أكثر من أيلول لكن نوفمبر شهد زيادة في المؤشرات حاول المعنيون تفسير مسبباتها وقد تزامنت مع عدة ظروف جديدة تكون قدساهمت في انتشار الوباء إلاّأن المؤسسة الصحية الوطنية وحتى 29 أكتوبر رفضت الاعتراف بمسؤولية الحفلات التي شهدتها المملكة والاكتظاظ غير المعهود منذ سنتين ولا الاعتراف بتقصيرها في توفير رقابة صارمة على مرضى الحجر المنزلي .
حسناً سنسير معهم في هذا الطريق وندرس بدقة تفاصيل الحالة الوبائية منذ بدء الموسم الدراسي في 1 أيلول وبعد افتتاح مهرجان جرش الرسمي في 22 أيلول وبعد أول حفلات غنائية مرخصة في 8 و 15 أكتوبر وما تلتها من حفلاتفي 28 أكتوبر و 4 و 5 نوفمبر لكن أيضاً مباراة الرمثا والجزيرة في21 أكتوبر بحضور اَلاف المشجعين وستكون الدراسة بالتدريج على مدى 7 أيام متتالية من 1 أيلول حتى 16 نوفمبر لنحاول إيجاد علاقة محتملة بين هذه النشاطات وتدهور المؤشرات العلمية الرئيسية والتي لخصناها بالتفصيل الدقيق في هذا الجدول حسب معطيات وزارة الصحة نفسها .
وقد حاولنا في الجدول الثاني إلقاء الضوء على الوضع الوبائي بعد فترة الحضانة والعدوى المتعارف عليه بعد أسبوعين وحتى 3 أسابيع من تاريخ النشاط لنتعرف بموضوعية وعلمية على دورها في تدهور الحالة الوبائية .
وكما تظهره أرقام وزارة صحتنا الكريمة فلا عودة المدارس ولا مهرجان جرش كان لها دور في تدهور الوضع الوبائي بينما أدت الفعاليات الأخرى المرخصة إلى زيادة كبيرة واضحة في كافة مؤشرات الوباء والوصول بنا اليزم إلى هذا المنعطف .
محاولة الوزارة تغطية الشمس بغربال وإبعاد مسؤوليتها عما حصل ليست موفقة على الإطلاق ولا يحق لنا أن نلوم متعهدوا الحفلات ولا قاعات الاحتفالات فلولا تصريح وموافقة السلطة الصحية وسماحها بمخالفةقانون الدفاع في عدم الالتزام بالتباعد لم حصل هذا الانهيار المفاجيء ويكفي ما نشرته صحيفة الغد عن الفوضى التي واكبت حفلة 8 أكتوبر لنتفهم ما حصده الوطن بأكمله من كوارث فكفاكم تحميل عشرة ملايين أردني النتائج المترتبة على ما ارتكبتموه بحقنا جميعاً فلولا موافقتكم وتهاون بضعة اَلاف من المشاركين في الفعاليات لبقينا بخير فهل اتعظتم يا سادة أم أننا سنصحو وإذ بكاظم الساهر في ديارنا ؟