أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ساعات قلائل تفصلنا عن مراكز الاقتراع لاختيار رؤساء وأعضاء المجالس البلدية ومجالس المحافظات، وهي فرصة كي يقف كل واحد أمام ضميره وينتخب من يقتنع أنه يصلح لبناء مدماك في حياتنا المقبلة، بعيدا عن القرابة وصلة الدم والجيرة والمنافع الضيقة.
أبرز ما يلاحظ في الانتخابات الأردنية عموما، ليس عدم القناعة بأننا سنصل يوما إلى انتخابات حرة نزيهة، مهما كانت الضمانات التي تطالب بأعلى درجات النزاهة، إنما أبرز الملحوظات هي أننا نكره المرشحين!!
في أيام العواصف والريح الشديدة التي طيرت كثيرا من لافتات المرشحين، الشيء الوحيد الذي حصل وكان واضحا من خلال المتابعة الحثيثة لتعليقات المدمنين على وسائل التواصل الحديثة في الفيس بوك وتوتير، وتعليقات قراء المواقع الإلكترونية، أن هناك شبه إجماع وحالة تشفٍ بهؤلاء المرشحين، وكأنهم أعداؤنا، وكأن أموالهم حرام، وشعاراتهم سبب الكوارث، وصورهم أخرجت شياطين الأرض.
لِمَ يكرهوننا؟ سؤال برسم الإجابة من قبل أغلبية المرشحين، الذين عليهم أن يجلسوا مع أنفسهم ويصفنوا لحظات، ويجتمعوا مع كوادر غرف عملياتهم الانتخابية، ومستشاريهم الكثيرين، ومفاتيحهم الانتخابية، لمعرفة أسباب الكره الذي يُكُنُّه لهم الناخبون.
هل هو كره للعملية الانتخابية برمتها، أم كره لقوانين الانتخاب التي حصرت الترشح بنماذج لم تعد مرغوبة لدى الشعب الأردني؟.
هل هو عداء للشعارات الهوائية التي أتحفنا بها بعض المرشحين، أم عدم قناعة بأن القابل أفضل؟.
هل هي نتيجة بعض الممارسات الفاسدة، من قبل مرشحين وأنصارهم، بحيث أفقدوا الانتخابات بهجتها الديمقراطية وهدفها في التغيير والتحسين، أم أن ضعاف النفوس من قبل مرشحين وناخبين، أفسدوا المفهوم الحضاري للانتخابات، وأصبح المال الفاسد هو المسيطر على مجمل العملية الانتخابية؟.
هل هي ضعف في تقديم الحلول البديلة للوضع القائم، وتجنب الاستغراق في دفع الناس إلى التشاؤم واللامبالاة واليأس، أم هي فقدان البوصلة لدى قيادات الرأي في توجيه الناخبين نحو أهمية مشاركتهم في صنع القرار ودورهم في صناعة سياسات جديدة في البلاد؟
الناخب ليس مطمئنا للسياسات الرسمية وتساوره الشكوك والقلق الشديد على مصير أسرته وأبنائه وحياته ومستقبله، وستكون الانتخابات المقبلة محط أنظار الجميع أداء والتزاما بمتطلبات الشعب وحاجات الوطن، بعيدا عن التوقعات المتشائمة أو المتفائلة، فالسياسة الملتزمة هي التي تدب على الأرض، وتتحول الى برنامج عمل يومي.
هل عرفتم ايها السادة المرشحون لِمَ يكرهكم الناخب ويتشفى فيكم، وفي اموالكم التي ذهبت لافتات وأحبارا في الشوارع وعلى الأعمدة وواجهات العمارات.
الدايم الله….