“رعونة  ونرجسية ” الرئيس سعد  تضيع ما تبقى من وزن لسنة لبنان

سليمان نمر –

الأول نيوز – من الممكن ان نفهم قرار الرئيس سعد الحريري بالخروج من الحياة السباسية في لبنان ، وعزوفه عن خوض الانتخابات البرلمانية اللبنانية ( مع اننا لم نجد المبرر لذلك سوى انه نتيجة طبيعية لإخطاره السياسية العديدة التي جعلت السعوديين يتخلون عنه بعد ان اصبح عبئا عليهم – كما قال لي وزير الخارجية الامير المرحوم سعود الفيصل عام 2014 -.؟ )    ولكن مالم يمكن ان نفهمه هو الاصرار على معارضته لمشاركة اي من قيادات او اعضاء من “تيار المستقبل” (اذا كان بقي هناك تيار) للترشج لهذه الانتخابات . 

وما لايمكن ان نفهمه هو حربه الشرسة ضد رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة الذي يحاول ان يلملم بعض شتات السنة الذي ضيعه سعد . 

وهذه التصرفات ” السعدية الرعناء ” – ولبست الحريرية – قد تدل على “شخصية نرجسية سياسية حاقدة وانتقامية ” ولكن ممن ينتقم الرئيس سعد ،من حزب الله  ، او من جبران باسيل، رئيس التيار الوطني اللبتاني الحر؟،  وهما من ورطاه بالتحالف غير المبارك معهما . 

انه يحارب الرئيس فؤاد السنيورة واللواء اشرف الريفي ، فهل هذين هما من رجال النظام السوري في لبنان “؟ ام هما مهادنان لحزن الله – الذي يقول انه يعمل على محاربته بينما هو من مكنه للهيمنة على مقاليد الحكم في لبنان – . 

مثلما اضاع  الرئيس سعد الحريري الاميراطورية المالية والاعلامية التي بناها والده الشهيد رفيق الحريري ، ضيع سعد الحريري الآن  الزعامة السياسية التي جققها والده لبنانيا واقليميا ، وضيع معها ” الحريرية السياسية ” التي كانت نهجا لاعادة الحياة للبنان معافى ىسياسيا وقوي اقتصاديا ، وكثيرة هي الاشياء ضيعها واولها الرعاية السعودية له وللبنان وللسنة بشكل خاص ، حين تحالف مع حزب الله ومع التيار الوطني اللبناني بزعامة جبران باسيل وهما من الد خصوم السعودية . 

واضاع “مكانة ” رئاسة السنة للحكومة في لبنان وارتضى ان يترأس رئيس الجمهورية ، وبشكل شبه دائم، لإجتماعات رئاسة الوزراء . 

وهاهو سعد الحريري يضيع بموقفه ” الأرعن” من الانتخابات البرلمانية اخرماتبقى للسنة اللبنانيين من وزن وقوة سياسية . 

صحيح ان الرئيس سعد بقي رمزا للسنة، رغم اخطائه التي اساءت لوضع السنة وقوتهم ، ولكن ذلك ليس بسبب شخصيته القيادية بقدرما انهم قبلوه لأنه ابن زعيمهم  الراحل  “رفيق الحريري”، ولآنهم بعد ان تخلت السعودية عنهم اصبحوا كاليتامى . 

 والسبب الاهم ايضا هو ان من كان ممكنا ان يكون احدهم رمزا قوية سياسيا واقتصاديا للسنة اختلفوا فيما بينهم ، ووضع سعد الحريري العراقيل امامهم خوفا منهم ومن ان يأتي غيره ليتزعم سنة لبنان . 

واول من وضع سعد الحريري العراقيل امامه وحاربه سياسيا كان الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان من اقوى اصدقاء والده الراحل ومستشاره الاقرب – وكان عينه وزيرا للمالية في جميع حكوماته التي شكلها –  

وبالرغم من ذلك – وهذا خطأ منه – ابتعد الرئيس السنيورة ولم يقبل ان يواجه الرئيس سعد باخطائه ، “احتراما للرئيس الحريري الأب ” كما قال لي قبا نحو عامين في بيروت  

ولاشك الرئيس السنيورة هو الاقدر حاليا على لملمة شتات السنة وجمعهم لاسيما في بيروت، وكان مفيدا للسنة ان يبدأ العمل على تشكيل لوائح مرشحين ،رغم انه لن يترشح هو شخصيا ، حتى لايهيمن حزب الله ايضا على مقاعد السنة  

وهذا الامر لم يعجب الرئيس سعد ونراه من منفاه الاختياري في ابو ظبي يخطط المؤامرات لإفشال الرئيس السنيورة ، مثلما افشل ترشيح السفير نايف سلام . 

والغريب في الامر ان السيدة بهية الحريري انصاعت لأوامر ابن اخيها سعد وامتنعت عن الترشح للانتخابات في منطقة صيدا ، وهي مسقط رأس الحريرية السياسية والعائلية ، او التدهل فيها تاركة اهل صيدا يتيهون كما بقية سنة لبنان . 

هذه التصرفات “الرعناء ” للرئيس سعد ليست حردا سياسيا ، كما يفسر بعض مناصريه ، ولايمكن ان تكون تراجعا من اجل التقدم بعد ان تتغير الظروف . 

انها غباء سياسي يدفع السنة، ان لم نقل كل لبنان ، ثمنه . 

 هذا راي اوساط عربية مسؤولة في غير عاصمة عربية . 

ولعل هذا هو ماسيجعل مراجع عربية تعود الى لبنان في القريب العاجل  من اجل انقاذ مايمكن انقاذه ، وحتى لاينفرد حزب الله بالانتخابات البرلمانية المقبلة مثلما هو منفرد بالنفوذ والسلطة  

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

استحداث خدمة العلم في الأردن: بين مقتضيات الأمن وتعزيز الهوية الوطنية

  الدكتور المحامي أحمد الطهاروة – الأول نيوز –   لم يكن قرار استحداث خدمة …