مقالات مشابهة
أسامة الرنتيسي
ما يحدث ليس مؤلمًا فقط..إنما مُخزيٌ.
اليوم تدخل النكبة الفلسطينية عامها 69، ويقترب الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي من تكملة شهر بإضرابهم الأسطوري، فماذا سيفعل اليوم الذين تاجروا عبر هذه السنين، وباعونا شعارات الوحدة والمقاومة والاستشهاد، ولا يتفقون على نشاط دعمًا لهؤلاء الأسرى، ولم يتفقوا على النّكبة أيضًا.
لم يتمكن إضراب الأسرى الأبطال الأسطوري من توحيد جهود اللجان الكثيرة المنبثقة من الأحزاب الأكثر، مع النقابات المعطّلة، والاسلاميين بتياراتهم كافة، حيث يقيمُ كلٌ على حدةٍ نشاطات هزيلة بأعداد بسيطة من المشاركين تضامنًا مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لتعترف هذه التشكيلات ولجانها التنسيقية بأنها أصبحت خارج الزمن، وخارج الفعل النضالي اليومي، وخارج التمثيل والتأثير.
ولتعترف أيضًا أنها تتصارع على مِنَصةٍ، وسماعةٍ في بك أب المسيرات، وعلى خبر وصورة في صحيفة أو شاشة فضائية أو موقع إخباري أو صفحة على الفيسبوك.
ما كانت تُسمّى لجنة التنسيق العُلْيا لأحزاب المعارضة أصبحت لجنتين، وتَجذّر هذا الانقسام في الرؤية من الإصلاح المطلوب، وصولًا للانقسام على الموقف مِمّا يحدث في سورية ومصر والعراق.
الانقسام لا يُخفيه أحدٌ، ولا تُخفيه المواقف، فقد ظهر بوضوح في السنوات الأخيرة، فحزبا جبهة العمل الإسلامي والوحدة الشعبية يقفان في خندق واحد في تنظيم المسيرات والعمل المشترك والتحالف في انتخابات النقابات، بينما الخمسة أحزاب الأخرى “حشد والشيوعي والبعثين الاشتراكي والتقدمي والحركة القومية”في خندق آخر.
تعمل الأحزاب بوضوح عكس نشاطات بعضها، فقد قاطع الإسلاميون ورفاقُهم في حزب الوحدة أكثر من نشاط دعت إليها الأحزاب الأخرى، كما أن التنسيق مع النقابات المهنية يتم بعيدًا عن قرار اللجنة الأم ولخدمة أنشطة الحزبين.
لكن؛ أن يصل الخلاف إلى أبطال الأمعاء الخاوية، فهذا يعني بوضوح أن هذه التشكيلات والهيئات أصبحت خارج الزمن، وخارج فعل التأثير.
بالمُحصّلة، فإن آخر ما يحتاجه التضامن مع الشعب الفلسطيني هو الانقسام حول الفعاليات والنشاطات الداعمة للقضية الفلسطينية، وبالذات المتعلقة بالنكسة والنكبة، لكن يبدو أن نكبتنا أكثر في القيادات التي هرمت وهرمت شعاراتها، ولا تزال تتوهم إنها تقود الشارع.
